كان لائقا وهو يقدم واجب العزاء بالرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد مرور عشر سنوات على اغتياله.
فقد حاول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال الذي أقيم بالذكرى السنوية للقادة الشهداء ( السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية ).
وبلباقته المعهودة أراد أن يبعث برسالة إلى ذوي الشهيد الرئيس رفيق الحريري وإلى جمهور الرابع عشر من آذار وأخيرا إلى الشعب اللبناني من خلال هذه التعزية يبريء ساحة حزب ألله من دم رفيق الحريري ومن تهمة الاغتيال وأن يعيد التأكيد على مقولته التي أطلقها منذ سنوات ( أننا لن نسلم المتهمين الأربعة. وصاروا خمسة. ولو بعد 30 يوما او 30 عاما او 300 عام ) كرد على الشعار الذي رفعه الرئيس سعد الحريري في خطابه الأخير خلال الاحتفال الذي أقيم في البيال لمناسبة مرور عشر سنوات على اغتيال الحريري وهو ( مكملين ولو بعد 10 و 100 و 1000 سنة.
فالسيد نصرالله يعرف تماما ان جمهوره الذي لم يطلق الرصاص ابتهاجا باطلالته كما جرت العادة فإنه سيطلق قهقهات السخرية لدى سماعه عبارة المواساة والتعزية وأنه سيعتبرها نكتة مثيرة للضحك والدعابة.
لكنه أراد أن يبدو ولو في الشكل أنه صاحب واجب ولا يفوته شيء من المعروف في مثل هذه المناسبات الإجتماعية وخصوصا إذا كانت المناسبة وطنية. ولكنه في الجوهر فإنه حاول الرد على قول الرئيس سعد الحريري بأن تسليم المتهمين بالاغتيالات وخصوصا المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أحد أربع نقاط خلافية مع حزب الله ومثيره للاحتقان المذهبي .
وإذا بالسيد نصرالله يقول وردا على هذا القول ليس عندي سوى العزاء. ولو أراد المزيد من التوضيح والمعلومات والتفاصيل لافصحنا عن أن كبير المتهمين بالاغتيالات مصطفى بدر الدين يقود المعارك في ريف درعا إلى جانب الرئيس السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الحاكم الفعلى لسوريا اليوم. وأن المتهمين الآخرين يتولون مهمات جهادية في أماكن متفرقة في سوريا والعراق واليمن والخليج .
وفي عرضه للوضع الاقليمي كان السيد حسن نصرالله واضحا حين دعا شركائه في الوطن إلى حسن الاختيار والاصطفاف من خلال حثهم على الالتحاق بركب محوره الإيراني الروسي الذي ينتقل من انتصار إلى إنتصار آخر.
فهذا المحور هو سفينة النجاة فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. وأنه ليس لديه ما يقدمه لمن يصر على البقاء في المحور الآخر غير التعزية المثيرة لإطلاق الضحك والفكاهة وشيء من الاستخفاف والسخرية.