لم يخالجنى أدنى شك فى أن الشعب المصرى سيزداد فى لحمته ووطنيته مع الشدائد الجثام ولعل ماحدث مؤخرا من إرهاب داعش الخسيس ونحر20 شابا مصريا بسكين بارد على شواطئ الإرهاب بمنطقة درنة الليبية لهو سبب كافى لفتح نيران القوات المسلحة المصرية على هؤلاء الجرذان الذين آمنوا فى القتل والتهديد للابرياء ولم يضعوا اعتبارا لاللدين وللإنسانية
وللحقيقة فإن أسلوب الردع المصرى والذى أشرف عليه المشير السيسي وقيادات مجلس الدفاع الوطنى باستهداف نقاط داعش الإرهابية بهذه السرعة الفائقة والضرب الموجعة كان شفاءا لصدور الكثير من أبناء الدولة المصرية والأمة العربية إلا أن المدهش فى كل ذلك المشهد هو هذا الصمت الأمريكى المريب والذى يعكس حالة من التردى القيمى والأخلاقى لدولة من المفترض أنها القطب الأكبر وهى من هى حيث تقود تحالفا دوليا للقضاء على تنظيم الدولة الإرهابية بسوريا والعراق وهو فى واقع الأمر تحالف مشكوك فى مصداقيته ومدى سلامة نواياه الخبيثة !
ولعل كل أزمة أو نكبة تحتضن فى طياتها نفحات من المنح الإلهية فرغم حزننا الدفين والمنا الشديد للطريقة الوحشية والجريمة الإرهابية التى أودت بحياة 20 شابا مصريا بكل خسة ونذالة غير معهودة إلا أن الإيجابيات تنبأ عن واقع مصرى وعربي جديد بل وعلى المستويين الدولى والعالمى وهذا ماظهر جليا فى اللحمة الوطنية بين صفوف المصريين الذين أبهروا العالم بأسرة عبر ثورتين عظيمتين وتحقيق حالة الاصطفاف التى طالب بها كثيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي فضلا عن النجاحات الكبيرة التى حققتها الخارجية المصرية فى وقت قصير والتى تسعى لفرض واقع دولى واقليمى جديد بتوفير غطاء سياسى واممى لتوجيه المزيد من الضربات الموجعة لعناصر داعش
لهو فى حقيقة الأمر مدعاة للفخر لكل مصرى وعربي شريف لايرضى بهذه الحالة العبثية التى تمر بها المنطقة العربية بايادى صهيو-امريكية لانتشار سياسة الفوضى الخلاقة والتى طالما نادت بها امريكا أكبر حليف للشيطان
وفى ذات السياق فإن الهبة العربية الأخيرة والقيام بتدشين سلسلة من المناورات الحربية المشتركة بين مصر والاشقاء بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومن خلفهم الدعم اللوجستي الواسع من جميع دول مجلس التعاون الخليجى لهو مدعاة للفخر والاهتمام وهكذا يجب أن يكون المشهد العربى والإقليمي فى التصدى لأى مخاطر محددة بالوجود العربى اقول هذا والكثير من المخططات والمؤامرات الشيطانية مازالت تحاك بليل لأمتنا العربية والإسلامية للنيل من وحدتها والعمل على شرزمتها إلا أن البشائر تدعو للمزيد من التفاؤل فاليوم عمل وهمة عالية والأمس كانت أمنيات وندب وشجب ومابين هذا وذاك تبقى أمتنا العربية بخير طالما استفاقت من غفوتها وعلمت عن يقين هوية أعدائها ومايمكرون لها..وإزاء ذلك التحدى الكبير والخطير النمل إلا أن نقولها صريحة عالية مجلجلة: إلى مزيد من الوحدة واللحمة والاصطفاف ..ياعرب
كاتب وصحافى مصرى