انطلقت مظاهرات حاشدة يوم أمس السبت في إقليم عربستان (الأحواز العربية المحتلة) ضد سياسات الدولة الإيرانية، التي تقوم على العنصرية والعداء لعرب الأحواز.
وقالت مصادر إعلامية إن عشرات الآلاف من الأحوازيين شاركوا في المظاهرات، وجاؤوا من عدة مناطق ومدن، أبرزها "الأحواز، السوس، تستر، عبادان، المحمرة، الحويزة، الفلاحية، والخفاجية.
وقد واجهت قوى الأمن الإيرانية المظاهرات بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق المواطنين، ما دفع الأهالي إلى رفع شكوى للمحكمة لزعزعة أمن في مكان اسكانهم من قبل عناصر الحكومية.
وعلى الرغم من التهديدات التي أطلقتها قوات الأمن إلّا أن المتظاهرين واصلوا تظاهرهم في أجواء الغبار الكثيف حتى ساعات متأخرة من الليل وهتفوا ضد وروحاني والخامنئي، ومن الهتافات التي أطلقوها: «الويل لنا، الخامنئي قائدنا!» وفي لافتة أخرى: «أخذتم النفط وأخذتم الماء وتركتم التراب».
وانطلقت المظاهرات من حي الأمنية ودوار الساعة، وجاب المتظاهرون شوارع الأحواز الرئيسية رافعين لافتات كتبت باللغتين الفارسية والعربية للتعبير عن مطالبهم القانونية للحكومة الإيرانية، بعد ارتفاع أزمة التلوث وتجفيف الأنهار وبناء السدود وانتشار الفقر والبطالة في الأحواز.
ومن بين المطالب التي رفعها المتظاهرون ما يتعلق بوقف بناء السدود التي تم إنشاؤها على الأنهار الأحوازية كنهر كارون والكرخة، وفتحها كي تعود المياه والحياة إلى الأنهار التي تم تجفيفها بسبب تلك السدود التي أقيمت على مصباتها من قبل الحكومة الإيرانية.
كما طالب المتظاهرون أيضا بوقف نقل مياه الأحواز عن طريق الأنفاق العملاقة إلى العمق الإيراني لمحافظات أصفهان وطهران وسمنان، وهي الأنفاق التي تم تدشينها في الأحواز، وتسببت في إتلاف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في المدن والمناطق الزراعية.
وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من التجاهل الحكومي لأزمة التلوث البيئي في الأحواز، حيث أصبحت الأحواز أكثر مدينة من حيث نسب التلوث في العالم، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014؛ بسبب وجود الشركات الإيرانية والصينية العاملة في تنقيب النفط والغاز في عموم مناطق ومدن الأحواز، واستخدام تلك الشركات لمواد وغازات سامة ومحرمة دولياً للتنقيب في البلاد.
في سياق متّصل تحدّث موقع (أحوازنا) عن تجمع أعداد غفيرة من المحتجين الأحوازيين أمام مبنى السلطة المحلية التابعة للاحتلال اليوم في الـ(14) عشرة من الشهر الجاري، احتجاجاً على الأوضاع البيئية الخطيرة التي وصلت لها عموم منطق الأحواز نتيجة العواصف الترابية.
وأفادت مصادر ميدانية أن أعداد كبيرة من المتظاهرين الأحوازيين احتشدت أمام مبني الحاكم العسكري في مدينة الأحواز العاصمة اليوم الموافق للتنديد بممارسات الاحتلال التي دمرت المنظومة البيئية في الأحواز نتيجة بناء عشرات السدود وتحريف مسار الأنهر وتجفيف الأهوار.
وأعرب العديد من المشاركين في الاعتصام عن استيائهم الشديد لما وصفوه بالاستخفاف المشين من قبل دولة الاحتلال الفارسية بأرواح المواطنين الأحوازيين وذلك باكتفاء بعض المسؤولين الفرس على زيارة الأحواز فقط دون تقديم أي حلول لمواجهة هذه الكارثة البيئية والصحية التي تعصف بالأحوازيين.
وحمّل المشاركون دولة الاحتلال الفارسية تبعات كل ما يحدث للأحوازيين على كافة المستويات وهددوا بتصعيد الموقف إذا لم تتأخذ الإجراءات اللازمة والضرورية لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة.
من جهةٍ أخرى، دعا ناشطون عرب ومسلمون الدول العربية، والخليجية على وجه الخصوص، إلى دعم الحراك الأحوازي من أجل التغلغل داخل إيران وإضعافها وشغلها بمشاكلها الداخلية عن التدخل واحتلال الدول العربية.
وقد ساند النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي مظاهرات الأحوازيين، وقاموا بنشر وتداول هاتشاق حمل عنوان (#الأحواز- تنتفض) للتضامن مع المنتفضين.
ويرى مراقبون أن خروج الأحوازيين بهذا الحجم الكبير يعبّر عن رسالة واضحة إلى النظام الإيراني والمرشد الأعلى، مفادها أنه إذا لم تتحرك السلطات لحل أزمة التلوث البيئي والفقر والبطالة والمياه في الأحواز، فسوف تتوسع هذه المظاهرات السلمية وتخرج عن السيطرة.
ويذكر أن الأحواز توفر غالبية الميزانية الإيرانية من إيرادات النفط والغاز، كما تتمتع جغرافيًا بموقع استراتيجي بالغ الأهمية بإطلالتها على الخليج العربي.
المصدر: اورينت نت