طرابلس ... ليست معنية بالذكرى ؟؟؟ في جولة سريعة بين أحياء طرابلس تجد أن عيد الحب هو المسيطر باللون الأحمر والهدايا والأزياء ... في طرابلس الحركة طبيعية عمل وإنتاج ... المحلات شرعت أبوابها وكذلك الأسواق ... لم يلتزم بالمناسبة غير المؤسسات التي أغلقت قسراً !!!!
مواقف ... وخيبات ! لا تخفي طرابلس خيبتها بعد مضي عشر سنوات على الذكرى وسقوط الأقنعة المزيفة للزعماء الذين تاجروا بدم الشهيد ... فالوضع الإقتصادي في طرابلس سيء والإجتماعي أسوأ والأمني ( على كف عفريت) حسبما صرحت نهى وهي ابنة الشمال والطالبة الجامعية .. وفي سؤالها عن مفادة استمرار الإحياء السياسي للذكرى ؟ قالت نهى : هو شهيد بحجم الوطن وبصمة فكيف لا نحيي ذكراه ويا ليت سعد يتابع مسيرة الوالد ويعود للوطن ...
لا مبالاة !! أكثر الإجابات استوقفتني " عادي " ، و " لا عاد يحيوها حاجة " .... أما أكثرها طرافة فكانت إجابة ياسمين : " معليش يحيوها بيعطلوا ولادي " . وكأن الواقع الطرابلسي فصل تماماً عن لبنان ، فقريطم لم تفِ بعهدها للشمال حتى أصبحت خارج دائرته الشعبية ... في حين علقت ديانا ابنة أبي سمراء ساخرة من الإعلان المنتشر تحت عنوان (عشرة /ميّة/ ألف سنة .. مكملين ) معقبة " لوين مكملين لولادنا ؟؟ ... نحن ونسيناه " أما صلاح وهو الطرابلسي المغترب في ألمانيا فكان رده " آخر همي وشو رح ينفعوني " وفي سؤاله عن السبب أجاب أنه قام بدعم الذكرى وخطاباتها الطنانة لسنوات غير أنه اكتشف أنها " حكي فاضي " ....
صمت ... ساد الصمت والامتناع على العديد من الإجابات فـ " أحمد " رفض الحديث قائلا : " منذ زمن لا أتابع الأخبار السياسية لذا لا أعلم " أما محمود فصرح بأنه اهتم أثناء سنوات دراسته بالذكرى بل وشارك بمظاهرات لأجل الشهيد أما الآن فما عاد يُعنى لا بالسياسة ولا بأهلها .... في حين أن سمير قد امتنع ببساطة عن الكلام قائلاً : " رأيي هو أن أقوم بعملي " .
مخلص ... للذكرى ؟؟؟ لم تفرغ طرابلس من المخلصين للذكرى ومتتبعيها ... فبالرغم من الخيبة ما زال هناك قليل من المؤمنين تمسكوا بالذكرى وبقداستها ، غير مبالين بكذب الخطاب ولا بالوعود الثلجية !!! فـ هلا تقول : " أنها تحبه وهذا يكفي بالنسبة إليها ، وتتابع قائلة أن تاريخه وتضحياته وإنجازاته تكفي لأن تتوقف عند ذكراه لألف عام قادم " أما عمار ابن العقد الأربعيني فيجيب : " أنه لن ينساه أبداً لأنه انسان معتدل " في حين تجيب نارمين : " أنه زعيم سني وهي كمسلمة سنية عليها أن تتبعه وتتبع سياسته وتحيي ذكراه ولو لمئة عام قادم ، فكل طائفة في لبنان تلتزم مع زعيمها وطبيعي أن تخلص هي للزعيم الشهيد ولنجله " لتستطرد صديقتها قائلة : " لأن دمي حريري رح ضل احييها "
المخلصون من طرابلس أحيوا الذكرى وتسأب وفيسبوك !!! ففاطمة الموالية للحريري اختارت صورة الحريري لتمثلها على الوتسأب وكذلك بلال ... فيما نشر محمد على صفحته الفيسبوكية : "حتى وأنت بالضريح يا جبل ما يهزك ريح ... " أما وفاء فقد كتبت : "شمعة عاشرة على غياب الرئيس الاقوى حضورا ورمزا..... اليوم عيد الحب في زمن الكراهية والحروب والدماء المستباحة عندنا وفي العالم ..."
حقيقة الرأي العام الطرابلسي .... لا يمكن الإنكار أن أغلب الطرابلسيين هم لا معنيين ... والقليل المعني منهم يعود اهتمامه لأسباب طائفية ودينية ... حيث أن الولاء للذكرى ما هو غير ولاء ظاهري للحمية المذهبية لا أكثر !!!!! ففي الباطن ملّ الطرابلسي وخلع ثوب الحداد " زي ما هو " منذ عرف حقائق الزعماء ...
بقلم: نسرين مرعب