الاخطر من الجريمة التي ارتكبها احد الاميركيين في ولاية نورث كارولينا ضد ثلاثة طلاب مسلمين، كان الصمت العالمي والاميركي حول هذه الجريمة بعكس ما حصل مع الجريمة التي ارتكبت ضد صحافيي مجلة تشارلي ابيدو في فرنسا.
فما جرى في اميركا يشكل جريمة خطيرة قد يكون لها تداعيات مستقبلية من خلال استهداف العرب والمسلمين في اميركا وفي العديد من الدول الاخرى بحجة الرد على المتطرفين المسلمين او لاسباب عنصرية، ومن الواضح ان هناك موجة عنصرية بدأت تنتشر في انحاء العالم ضد المهاجرين من اصول عربية واسلامية.
ولكن الجانب الخطر في ما حصل في اميركا تجاهل وسائل الاعلام الاميركية والمسؤولين الاميركيين والدوليين لهذه الجريمة ومحاولة اعطائها بعدا تبسطيا عبر الاشارة الى ان سبب الجريمة خلاف على موقف للسيارات.
عندما حصل الاعتداء على العاملين في مجلة تشارلي ابيدو تداعى العالم للتضامن مع فرنسا ومع العاملين في المجلة وحصلت حملة اعلامية واسعة لادانة التطرف والعنف والاساءة للحريات العامة وحقوق الانسان، ولكن عند حصول الجريمة الاخيرة في اميركا لم نلحظ هذا الاهتمام والتضامن الواسع مع المسلمين في اميركا او الادانة الكبيرة لهذه الجريمة.
اذن نحن امام جريمة خطيرة والاخطر منها السعي لتجاهلها او عدم اعطائها الاهتمام الكافي رسميا واعلاميا ودوليا، والمشكلة الاخرى التي قد نواجهها هي ان لا تنتهي الاحداث عند هذه الجريمة بل ان نشهد المزيد من الجرائم والاعتداءات على المسلمين ومساجدهم في انحاء العالم كما يحصل في بعض الدول الاوروبية.
ان رفض العنف والتطرف والعنصرية يجب ان لا يقتصر على فريق معين او اتباع دين معين بل ان يشمل الجميع، فنحن اليوم امام ظاهرة عالمية للتطرف والعنف ولذا لا بد ان يكون هناك جهد عالميا لمواجهة هذا التطرف والعنف وان يتعاون الجميع لمواجهته، ومن حق المسلمين في العالم كما من حق جميع الشعوب ان يعيشوا بامان واطمئنان وان يمارسوا عباداتهم وطقوسهم الدينية بحرية.
ولذلك فان الصمت عن جريمة اميركا غير مقبول وخطير وهو يعادل الجريمة نفسها ولكن هذا الصمت المدوي يجب ان لا يمنعنا من العمل جميعا لمواجهة التطرف والعنف من اية جهة اتت.