بعد أن تمكن الحوثيون فرض سيطرتهم على الحكومة اليمنية والإعلان الدستوري الجديد، مما استتبع ردوداً احتجاجياً داخلياً ودولياً، قرر الولايات المتحدة والبريطانيا سحب سفيريهما من اليمن، تعبيراً عن عدم ضمان الأمن والاستقرار في اليمن الجديد.
ما إن تم الإعلان عن هذا القرار، سارع مسؤولون إيرانيون، إلى تطمين الدول الأوربية وبالتحديد الدولتين المذكورتين.
حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير خارجية إيران، ألقى باللوم على الدولتين -أمريكا وبريطانيا-على قرارهما بسحب سفيريهما واعتبر أن هذا القرار، كان متسارعا، حيث أن صنعاء أصبحت أكثر أمنا وأن القضاء على إرهابيي القاعدة، بات أكثر سهولة.
وفي نفس الوقت، دخل رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي، على الخط ليزيد الطمأنة، عسكرياً، حيث أكد على أن العاصمة اليمنية، هي من أكثر العواصم، أمناً، وأن الأمريكيين وتابعيهم من البريطانيين والفرنسيين، يقومون بالخداع والاحتيال والغوغاء.
وأضاف فيروز آبادي، إن العاصمة اليمنية وبعد مجيئ الثوار وسيطرتهم على المراكز الأمنية والمخابراتية والعسكرية، أصبحت من أكثر عواصم المنطقة، أمناً واستقراراً.
وطمأن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، جميع المعنيين، بأن العاصمة اليمنية، لا تعيش الفوضى، إلا أن يتعلق الإرادة الأمريكية والأوربية بخلق فوضى هناك، مطالباً منهم بعدم الاستمرار في مشاريعهم الفتنوية والخداعية.
وطالب فيروز آبادي الإدارة الأمريكية والبريطانية باستفسار سفيريهم المسحوبين، فيما إذا كان الفوضى يسود صنعاء، لدى مغادرتهم.
ومتزامنا مع تلك التصريحات، نشرت الصحف الإيرانية لوحات كبيرة لصور زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، بمدينة طهران.
يبدو أن حرص إيران بسياسييها وعسكرييها على طمأنة الشيطان الأكبر والأصغر ومن يلاحقهما، من استتباب الأمن واستمراره في العاصمة اليمنية، مثير للاستغراب، لأكثر من جهة. الجهة الأولي هو أن هذه الطمأنة تمثل تدخل في شأن الآخرين،وإساءة بسيادتهم الوطنية، لأن مثل تلك التصريحات توحي بأن اليمن تفقد الدولة والسيادة لدرجة، ليس هناك من يطمأن السفراء الأجانب، للحفاظ على أمنهم، حتي يبادر الآخرون، بالتطمين أو الضمان للأمن في العاصمة.
الجهة الثانية، لما ذا كل هذا الحرص الإيراني، وتعهدهم على ضمان سلامة الطاقم الدبلوماسي الأمريكي والبريطاني والفرنسي، في العاصمة اليمنية صنعاء، بينما في العاصمة الإيرانية طهران، اقتُحم السفارة الأمريكية في العام الأول من الثورة الإيرانية -1980- وبقيت مغلقة حتى الساعة، وتكرر تجربة الاقتحام، في العام 2010 لساعات،عند ما هجم القوات الشعبية التابعة للحرس الثوري السفارة البريطانية ولم تتمكن قوات الشرطة من ردعهم.
بطبيعة الحال، إن الإيرانيين، يعنيهم الآن، إزالة المخاوف من تداعيات سيطرة حلفاءهم أو خلفاءهمم اليمنيين الزيديين على بلدهم، والتعهد للمجتمع الدولي بأن وتيرة مكافحة الإرهاب سوف تتسرع في اليمن وهذا يصب لمصلحة الجميع، وحتي لمصلحة المملكة السعودية.