تشهد “حركة حماس” حالة غليان في صفوف قياداتها، إزاء الهجوم الذي تتعرض له من وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله، ما ينبئ بعودة العلاقة مع طهران إلى مربع الصفر.
وكان موقع “تانباك” التابع للحرس الثوري الإيراني، قد شن بداية هذا الأسبوع هجوما لاذعا على المكتب السياسي لحركة حماس وعلى رأسه خالد مشعل.
وقال الموقع في مقال له إن “خالد مشعل وقيادات حماس وقفوا واصطفوا قبل عامين إلى جانب الإرهابيين الدوليين في سوريا، مطالبين بإسقاط النظام السوري والرئيس بشار الأسد، بينما نراهم الآن يضعون الشروط لعودة العلاقات بين حماس وإيران، وكأن إيران ليست لديها أي شروط!”. وأضاف الموقع الإيراني أنه “عندما غادر خالد مشعل دمشق لم يخطر بباله أنه سيُجبر يوما ما على الرجوع إلى أكبر داعم وحليف للنظام السوري وبشار الأسد، ويلجأ إلى طهران من جديد”.
وأوضح “تابناك” أن “هناك بعض القضايا التي طُرحت قبل أيام، ومنها أن من شروط إعادة العلاقات بين إيران وحماس، تقديم خالد مشعل لاستقالته من رئاسة الحركة.. ولكننا نسمع اليوم أن مشعل يرفض المجيء إلى طهران بسبب عدم وجود نية لاستقباله من قِبَل المسؤولين الإيرانيين الكبار”، في إشارة إلى طلب الحركة أن يلتقي رئيس مكتبها السياسي بالمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، والذي لم يستجب له قادة إيران حتى الآن.
هجوم الموقع الإيراني والانتقادات التي وجهتها صحف لبنانية تابعة لحزب الله مؤخرا، أثار حفيظة المكتب السياسي الحمساوي، الذي سعى طيلة الأشهر الماضية إلى إعادة الدفء للعلاقة مع طهران، من خلال إرسال الوفود والتصريحات الممتدحة لوقوف الأخيرة مع كتائب القسام جناح حماس العسكري ومده بالسلاح، بعد أن خسر أكبر حلفائه ونعني جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي أنهت انتفاضة شعبية حكمهم في تموز 2013.
وعزا المراقبون هذا الصد الإيراني لحماس إلى وجود جناح متنفذ داخل مؤسسة القرار في طهران يرفض عودة العلاقة مع الحركة على خلفية تخليها عن حليفهم الأسد بعد 2011، بالتمترس خلف الداعمين للثورة السورية.