على مسافة بضعة أيام من بدء المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها في مدينة لاهاي الهولندية، نشرت صحيفة “يديعوت أهرونوت” الإسرائيلية على موقعها وثيقة ذكرت أن باحثين إسرائيليين في الشؤون الأمنية والإستخباراتية “عثروا” عليها.
الوثيقة تتضمن معلومات عن المتهم الأبرز في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مصطفى بدر الدين، مع إشارة الصحيفة، وحسب تعبيرها، الى أن المحكمة الدولية ستكون “قذفاً بمادة ملتهبة داخل الحريق الذي يشتعل في لبنان هذه الأيام، كما لم يشتعل خلال الأعوام الأخيرة”، وأضافت أن الوثيقة “تحتوي على معلومات كان يفضل جهاز العمليات التابع لحزب الله أن تبقى سرية، إضافة إلى معلومات شخصية عن مصطفى بدر الدين والدوائر الاجتماعية والتجارية الخاصة به”.
“يديعوت أهرونوت” ذكرت أن “لجنة التحقيق الدولية استعانت بمعلومات نقلت إليها من لبنان ولا تتركز فقط حول الدائرة الأولى للشبكة المسؤولة عن عملية الاغتيال، وإنما أيضاً حول كل خطوط الهاتف التي استخدمها الجهاز الأمني التابع لبدر الدين”، وأنه “من أجل الربط بين خط الهاتف الذي أدار عملية اغتيال الحريري وبين المشتبه فيه الرئيسي، تعقّب المحققون الاتصالات الهاتفية لبدر الدين ما بين عام 2000 وكانون الثاني 2008 كحد أدنى. ولا يمكن استبعاد احتمال أن تكون هذه المعلومات قد سُربت، الأمر الذي من شأنه، أن يساعد الأنشطة المناهضة لحزب الله”.
وشرحت الصحيفة بإسهاب العلاقة بين عماد مغنية الذي اغتيل في شباط 2008 في دمشق بعملية نسبت إلى إسرائيل، وبين صهره بدر الدين، الذي خلفه في منصبه، وذلك عبر هاتف سعدى بدر الدين، شقيقة مصطفى التي هي في الوقت نفسه زوجة مغنية، كما كشف عن اتصالات أجراها بدر الدين مع أماكن تستخدم كمراكز تحكم تابعة لـ “حزب الله”، ما يعني أن “المسؤول في حزب الله لم يحافظ على قواعد الحذر المتشددة، وربما دفع ثمن ذلك”.
ومن جملة ما تبيّنه الوثيقة أن “بين الأدلة التي ساعدت في التثبت من العلاقة بين بدر الدين وبين اتصال الإدانة الذي يستند إليه اتهامه، توجد رسائل نصية تتضمن تهنئة تلقاها من أشخاص مقربين منه في تاريخ ميلاده 6 نيسان، وكذلك رسائل نصية تتضمن تعازي بوفاة أحد أقربائه”.
كما تكشف أن بدر الدين درس بين عامي 2002 و2004 العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنه حرص “على أن يتم إصدار شهادته باسم مصطفى بدر الدين، رغم أن أصدقاءه في مقاعد الدراسة كانوا يعرفونه باسم سامي عيسى”، كما أنه أدار محلين لبيع المجوهرات في بيروت حملا اسم “مجوهرات سامينو”، تم تغيير إسميهما لاحقاً إلى “مجوهرات أمينو”.
من هو بدر الدين؟
مصطفى بدر الدين أمين ويعرف أيضا إلياس فؤاد صعب وسامي عيسى يُفترض أن يكون خليفة القائد العسكري لـ”حزب الله” عماد مغنية وصهره الذي أُغتيل عام 2008 في دمشق، فيما ذكرت تقارير إستخباراتية أنه جرى إنتخاب طلال حمية خلفية له بعد ورود إسم بدر الدين في لائحة المتهمين بإغتيال الحريري وهو عضو في مجلس شورى “حزب الله” وبدر الدين من مواليد عام 1961 في بلدة الغبيري وإعتقل في الكويت عام 1983 بتهمة تفجير السفارة الأميركية في الكويت وهو متهم بإغتيال رفيق الحريري في شهر شباط 2005 وسياسيين لبنانيين آخرين وبرز إسمه كأحد المتهمين المحتملين من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة.
نشاطه مع حزب الله
حتى عام 1982، كان بدرالدين وكذلك مغنية في صفوف قوات 17 وهي جزء من حركة “فتح” في بيروت، وفي وقت لاحق انضم إلى “حزب الله”، وهو عضو في مجلس شورى “حزب الله”، ورئيس وحدة العمليات في الخارج. يتولى بدر الدين حالياً منصب قائد الذراع العسكري لـ “حزب الله” ، ومستشار الأمين العام للحزب حسن نصر الله.