على وقع المنخفض الجوي "يوهان" إنطلقت ساعة الصفر للخطة الأمنية التي إتفق عليها للبقاع الشمالي بين المتحاورين،وهو ما يضعها أمام تحدي كبير فهل تثمر هذه المرة جدية وتحقيق أهداف أم كغيرها من سابقاتها ستفشل وتُهان.
بزوغ فجر الخميس إنطلقت العملية الأمنية التي من المقدر أن تستمر لأسبوع يستكمل بإجراءات ثابتة وحواجز دائمة،البداية كانت من بلدة بريتال التي إقترن إسمها كثيراً بعمليات سرقة السيارات والتي إستعمل بعضها في عمليات التفجير التي حصلت في لبنان،بحيث كانت تباع إلى "الثوار" ما وراء الجرود بعلم أو بدونه عن الغاية من شرائها،مئات العناصر من الجيش اللبناني والأمن العام وسرية الفهود في قوى الأمن الداخلي طوقت البلدتين وأغلقت منافذهما الرئيسية لمنع أحد من الهروب وحتى بإتجاه الجرود حيث أقام الجيش عدد من الحواجز في منطقة "الشقرا" وعلى الأطراف،بعدها أقام عشرات الحواجز على الطرقات الرئيسية والفرعية منها،وقام بعمليات تفتيش وتدقيق في هويات المارة والسيارات التي أوقف عدد منها لعدم قانونيتها،وبالتوازي مع الحواجز قامت وحدات من الجيش اللبناني بعمليات دهم لمنازل عدد من المطلوبين أبرزهم م.طليس،ح.إسماعيل،ع.مظلوم،ح.مظلوم،في مناطق حي الشميس ووادي شلح والمحوط،وأسفرت المداهمات عن توقيف عدد من المطلوبين الصغار بمذكرات توقيف مختلفة ومصادرة سيارات مسروقة دون توقيف أي من الرؤوس الكبيرة التي أصبحت في الجرود قبل بدء الخطة بأسابيع.
وفي معلومات خاصة لموقعنا أن الجيش قد يستحدث مراكز دائمة في منازل عدد من المطلوبين الكبار وهو ما فعلوه سابقاً في كثير من المحطات والمناطق كبريتال والشراونة،هذا وأكد مصدر أمني أن العملية الأمنية مستمرة حتى إنجاز أهدافها،وأنها ستتوسع بالتتالي لتشمل كافة قرى وبلدات البقاع الشمالي.
وفي حديث لموقع "لبنان الجديد" قال أحد أبناء بريتال والذي رفض الكشف عن إسمه،إننا كأهالي بريتال نعرف حق المعرفة أن قريتنا أصبحت حاجة ملحة لأحزاب الطائفة الشيعية لوضعها في خانة توازن الجريمة،ولو لم تكن بريتال موجودة لصنعوها،ونحن نراهن بل نتحدى أن يلقى القبض على شخص واحد من أزلامهم بل سيكون هناك أرخص المطلوبين وأهونهم وتنتهي الحكاية،وأضاف أن الخارجون عن القانون معروفون بتخمة المال والسيارات والأبنية الفاخرة المعروفة مصدر هذا الثراء الفاحش ولديهم معارف في كل الميادين،وختم بأننا ننتظر أن يكون هناك وضع للإصبع على الجرح وهذا لن يكون لأننا أصبحنا نعرف هذه اللعبة الوسخة.
ولمن يعرف أن المطلوبين في بريتال والذي لا يتجاوز عددهم العشرات كانوا يتنافسون في مراحل سابقة على إيصال الطعام والوجبات ساخنة إلى المجموعات المسلحة في جرود السلسلة الشرقية المحاذية لجرود بلدتهم،ولمن يعرف أن أهالي البلدة الذي يفوق عددهم الثلاثين ألفاً كانوا السباقين في تقديم الشهداء وفيهم المثقفين والأطباء وغيرهم ولا يمكن أن يصبغوا بتلك الصبغة بسبب حفنة قليلة.