حصاد العاصفة...
في الجولة الأخير لـ " يوهان " تظهر لنا الأضرار الجسيمة التي خلفتها ، فلبنان الـ غير مجهز لاستقبال العواصف وبناه التحتية المهترئة التي تحوّل الطرق والبيوت لأنهار متنقلة تجعله عرضة لخسائر لا تعد ولا تحصى عقب كل حرب طبيعية....
يوهان في طرابلس...
ككل عاصفة يكون الفقير هو المتضرر الأكبر والخاسر الأول وكأن الطبيعة تتآمر مع سياسي لبنان ضد هذه الطبقة الكادحة.
ففي طرابلس تسببت العاصفة بخسائر كبيرة تبدأ من انقطاع التيار الكهربائي عنها وغرقها الجزئي في الظلام...
إلى تضرر شبكة الإنترنت وانقطاعها تماما في بعد المناطق...
وصولاً إلى سقوط جزء من المباني حيث سجل في طرابلس سقوط نافذة أحد الأبنية كما سجل اقتلاع أحد أشجار البلح!!!
على صعيد السيارات فكل ما حملته العاصفة وما اقتلعته حط رحاله عليها ليتضرر عدد كبير منها في مناطق طرابلسية مختلفة...
الطرق ... بحيرات متنقلة!!!!
إثر العاصفة غرقت الطرق في المياه وبأخص الطرق البحرية وأصبح على الطرابلسي أو التنقل سباحة!!!
أو الجلوس في منزله وإعاقة عمله...
فهذه المشكلة المتكررة في كل شتاء لبناني ما زالت الطبقة السياسية ثملة عنها فكم من المياه يخسر لبنان بسبب عدم تجهيز البنية التحتية المناسبة وكم من الأضرار تلحق به!!!!
القطاع الزراعي....
للمواسم الزراعية حصتها الأكبر من هجمات العاصفة ففي عبورك بالقرب من الطرق الزراعية في المنية وعكار تلحظ البيوت البلاسيتكية المحطمة على جوانب الطريق والشتل الزراعية التي اقتلعت من جذورها....
وتسمع شكوى المزارعين وصرختهم!!!
النازحين...
ومع لا رحمة الواقع السوري نجد لا رحمة جوية تستبد بالنازحين ؟؟
فلا الخيم تقيهم خطر العواصف ولا المحلات الغير مجهزة تحميهم من خطرها!!!!
فهذه العاصفة كسابقاتها أدت إلى اقتلاع العديد من خيم النازحين وإلى تشريد المشردين...
دور الدولة والتعويضات... !!!!
إثر كل عاصفة تبدأ الدولة بمسح الأضرار ليفتح ملف تعويضات آخر تعويضات تأتي متأخرة وأقل من القيمة الحقيقية للخسائر....
تعويضات لا تلحق العامل الذي أجبر قسراً على الجلوس في منزله!!!
فبائع الكعك يتوقف عمله في ظل العاصفة وبائع الخضار وإن عمل تظل بضاعته كما هي لقلة المتسوقين...
ففي لبنان لا يدفع ثمن العاصفة سوى من يقتات على مدخول يومه ومن تحاربه الدولة على لقمته!!!!!
الحل!!!
في ظل الأزمة السياسية يبدو أن ولادة حل هو بمثابة معجزة إلهية....
فأزمة الطرقات التي تتحول لأنهار ما زالت تتوالى كل شتاء في ظل صرخات شعبية وصمت وزاري ونيابي...
وأزمة المياه لا تتحمل مسؤوليتها الطبيعة وإنما الدولة التي تهدر كل سنة نسبة كبيرة من المياه تعادل أضعاف ما يختزن في الأرض!!!
بقلم نسرين مرعب