سواء اختلفنا مع النائب خالد الضاهر أو اتفقنا معه في حدّته السياسية والطائفية وفي جرأته على قول
ما يضمره الآخرون من كتلة المستقبل أو من جماعة الرابع عشر من آذار في أوقات حرجة من تاريخ الحوار السياسي الذي يجريه كل من حزب الله وتيّار المستقبل لخفض منسوب الاحتقان الطائفي بين السُنة والشيعة ولتقاسم السلطة،
ولمنح سعد الحريري حصّة السُنة كاملة دون أن يشاركه أحد فيها من الشخصيّات السُنيّة.
لا شك بأن النائب الضاهر يثير غضب جمهور 8 آذار ويلبي حاجة الطائفة السنيّة لناحية الدفاع عن مظلومية يراها الكثيرون من أهل الجماعة وبمنطق يثير فيه الغرائز والعصبيات المستنفرة من هنا أو هناك الأمر الذي يتيح له حضوراً قويّاً في البيئات السُنية وفي الأجواء المتضررة من سلطة حزب الله كطائفة مسلحة ممسكة بحسابات السياسة اللبنانية في ظل انعدام توازن فعلي من قبل الطوائف
قد يكون طفح الكيل من النائب خالد الضاهر لذا قُرر صرفه من وظيفة الكتلة وربما يكون الضاهر قد ضاق ذرعاً بهبوط مستوى المستقبل السياسي في حواره مع حزب الله فقرر الخروج نظيفاً من وسخ المرحلة القادمة وعلّق مشاركته في كتلة غير مُقررة في شيء.
اذا أردنا أنصاف الرجل نسجل له بادرة لم يجرأ عليها أحد من المستنوبين أو المستوزرين الخاضعين لشروط زعيم الطائفة من خلال خروجه عن الطاعة وقد استطاع أن يعلن اختلافه مع التيّار وشيخه وأن يميل كل الميل الى رغبات ونزعات جيل من الشباب يشعر بقسوة من السلطة المتعددة الوجوه والأشكال عليه وعلى هويته الطائفية.