يسردُ الكثيرون من المتأثرين بشخصية السيد حسن نصرالله كيف استطاع الايرانيون أعداد شخصية مشابهة لأمين عام حزب الله وتظهير صورة مماثلة له من خلال الحوثي عبد الملك الذي بناه الايرانيون كرأس لهرم حزبي – طائفي استطاع وبسرعة هائلة تحويل قيادته للحوثية من واقع الوراثة الى موقع الجدارة الفردية المتألقة بصفات ذاتية تلعب الخطابة فيها احدى العناصر الأساسية في جذب جمهور الغفلة الى وعي قيادي توظيفي في الصراعات المؤدية الى رسم تحولات جديدة في التوازنات القائمة سواء داخل البنية السلطوية أو خارجها في دائرة الصراع مع الوهم الخارجي لتكبير حجم رأسمال الشخصي للشخصية الفذّة.
حتى عبد الملك نفسه بدا متأثراً بالخطابة الجاذبة للسيد نصرالله فاتبعه وعلى بصيرة من أمره رغم أنه يملك أكثر مما يملك السيد من رصيد حزبي وطائفي فالزيدية كتلة طائفية أكبر من الطائفة الشيعية اللبنانية والحزب الحوثي أكبر بكثير من حزب الله وتعمل الرواية الشيعية عملها في أسطرة الحوثي عبد الملك باسقاط ظواهر ظهور الامام المهدي ومن بينها علامة اليماني في اليمن من خلال اعتبار عبد الملك الحوثي هو الرجل اليماني المنتظر الخروج بعد ظهور السُفياني في بلاد الشام.
تعمل المخيلة الشيعية وفي منطق الرواية وتسقط مضمونها التاريخي الذي يصلح لكل زمان ومكان على الأحداث الجارية في المنطقة ووفق عصبية مذهبية تتيح لها استشراف المستقبل بما يساعدها على بلوغ حلمها بظهور المخلص ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
في العودة الى الحوثي كشخصية مستنسخة من شخصية السيد نصرالله يبدو عبد الملك شخصية واعدة اذا لم تقتله سيوف القبائل لأنه يملك حنكة السياسي في انتهاج الكذب المُحبب الى الناس وخاصة لدى جمهور يمني مُخدر أصلاً بواسطة " الكات" التي يخزنها ويمضغها من الظهر وحتى منتصف الليل وهو سيتولى مسؤولية تخديره في الفترة التي يكون فيها صاحياً من المُخدر النباتي.
ثمّة خصم "متدهقن" يمكن أن يُضعف من حجم عبد الملك اذا ما انفك التحالف القائم بينهما رغم أن علي عبد الله صالح أصبح من ماضي الرؤساء الاّ أنه يتمتع بمعرفة عميقة بالشؤون اليمنية وله سطوة على النخبة في الجيش اليمني ويتقاسم مع عبد الملك نسبة عالية من الزيدية الغير متشيعة على الطريقة الايرانية . وما عدا ذلك فعبد الملك وجد في مرحلة من الفراغ القيادي سيحتلها كفرد لا ينافس زعامته أحد على الاطلاق.