تترقّب الأوساط السياسية عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان لمعرفة نتائج لقائه مع مدير دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، والذي شاركَ فيه وزير خارجية الفاتيكان ومسؤول العلاقات مع الدوَل المطران بول كالاغير والسفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي برونو جوبير، حيث تناولَ البحث سُبلَ إنهاء الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية اللبنانية، والتحرّك المطلوب لبنانياً والدور الذي يجب على الدوَل الصديقة وفي طليعتِها الكرسي الرسولي وفرنسا أن تؤدّيه في هذا الشأن.
وإذ لم تكشف دوائر بكركي عن نتائج هذا اللقاء، أفادت صحيفة "الجمهورية" أنّه "تخلّلته جوجلة لحصيلة الاجتماعات التي عقدَها جيرو في لبنان والمنطقة، وتبيّنَ بنتيجتها أنّ موضوع الرئاسة لا يزال يراوح مكانه، وأنّ جيرو يأخذ على اللبنانيين أنّهم فوَّتوا فرصةً كانت متاحةً لهم الشهرَ الماضي لانتخاب رئيس، ومن الصعب توافرُها مجدّداً قريباً".
في حين اعتبرَت مصادر معنية أنّ "هذه الفرصة هي فرصة مجازية لا ترتكز على معطيات جديدة، وأنّ فرنسا كانت تعوّل على إمكانية إحداث خَرق استناداً إلى الأجواء التي كانت سائدة في الآونة الأخيرة".
وذكرت "الجمهورية" أنّ "التحرّك الفرنسي سيأخذ استراحة في المرحلة المقبلة، في انتظار معرفة مدى نجاح المسعى الذي سيقوم به الراعي بعد عودته، إذ من المنتظَر أن يدعو القيادات المسيحية الى اجتماعات فردية أو ثنائية، وربّما رباعية، في حال لمسَ تجاوباً لديها".
كما توافرت معلومات لصحيفة "النهار" عن "اللقاء أفادت انه تناول حصيلة التحرك الفرنسي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وتقويم مدى وجود فرص لاختراق الجمود الحاصل على صعيد الانتخابات الرئاسية".
وأضافت المعلومات: "وقد توافق البطريرك وجيرو على أن آفاق المرحلة الراهنة مقفلة نظرا الى التطورات التي حصلت في المنطقة والتشدد الذي طرأ على مواقف بعض الاطراف المعنيين ولا سيما منهم "حزب الله"، لذا فإنه من المستبعد أن يواصل المسؤول الفرنسي تحركه إلا في إطار الديبلوماسية العادية لمؤازرة خارجية بلاده.
وعليه، فإن باريس تنتظر عودة البطريرك الى بيروت لمعرفة نتائج الاتصالات التي سيقوم بها الراعي مع القيادات المسيحية التي يبدو أنها غير متحمسة لعقد اجتماع قمة في ما بينها لئلا تتحمل مجددا المسؤولية عن فشل حصول الانتخابات الرئاسية. كما علم ان البطريرك أبلغ الموفد الفرنسي انه على استعداد لملاقاة فرنسا في تحركها، لكنه شرح له محدودية التحرك الذي سيقوم به نظراً الى عدم ورود مواقف جديدة من الاطراف المعنيين".
(الجمهورية ـ النهار)