لم يكد حبر مجاملات خارجية نظام الأسد للأردن يجف، بإرسالها برقية تعزية بوفاة الطيار معاذ الكساسبة حرقاً على يد (تنظيم الدولة الإسلامية)، حتى خرج وليد المعلم يوم أمس ليتهم الأردن في تصريحات صحافية، بأنه: "جزء من عملية إرسال الإرهابيين عبر حدوده إلى سوريا، بعد تدريبهم في معسكرات داخل أراضيه بإشراف الولايات المتحدة" كاشفاً عن وجهة نظر نظام الأسد الحقيقية تجاه المشاركة الأردنية في التحالف... حيث قال المعلم أن الأردن: "يحارب "داعش" لأسبابه، ولا يحارب جبهة النصرة على حدوده".
المعلم اعتبر أيضاً أن: "الأردن لا يملك قرارا مستقلا في مكافحة الإرهاب"، منوها بعدم تجاوب الأردن مع الدعوة التي وجهها نظام الأسد للحكومة الأردنية للتنسيق في هذا الخصوص.. وهو تنسيق – يرى مراقبون – أنه يقصد منه دعم بقاء الأسد، مع الحفاظ على شماعة التنظيمات المتطرفة التي أوجدها كي يبرر قمعه للثورة الشعبية ضد نظامه.
تصريحات المعلم جاءت في إطار الحديث عن تدخل بري ضد تنظيم الدولة على الأراضي السورية، يشارك به الأردن، وفي هذا الإطار قال وزير خارجية الأسد: "لا نسمح لأحد بخرق سيادتنا الوطنية، ولسنا بحاجة لقوات برية كي تدخل لتحارب (داعش).. فالجيش العربي السوري يقوم بكل بسالة بهذه المهمة".
كلام المعلم أثار ردوداً أردنية غاضبة، عبّر عنها وزير الإعلام الأردني محمد المومني الذي رفض "إساءات" المعلم للأردن، مؤكداً في تصريح لصحيفة (الشرق الأوسط) أن: "موقف بلاده القومي والإنساني تجاه ما يحدث في سوريا واضح للجميع". وأن: "بلاده تحملت التداعيات الأكبر للأزمة السورية، وكانت الأشد حرصا على حل سياسي منذ اندلاعها في مارس (آذار) عام "2011.
المصدر: أورينت نت