تصاعدت في الآونة الاخيرة الهجمات التي تشنها عدد من كتائب الجيش الحر والكتائب الإسلامية في جرود القلمون والتي تكبد قوات الحزب والجيش السوري والدفاع الوطني خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، إذ لم تعد القلمون تلك المنطقة الآمنة بالنسبة لحزب الله والنظام السوري بل تحولت إلى ساحة لمعارك قاسية وطويلة من الكر والفر كما توعد الثوار بعد انسحابهم من المدن التي يسيطيرون عليها باتجاه الجرود.

وسيطرت ميليشيا حزب الله مدعومة بقوات النظام السوري على أجزاء كبيرة من القلمون الغربي في أذار 2014 عقب عملية عسكرية ضخمة قادها حزب الله وسخر لها كامل قوته وعتاده وماكينته الإعلامية لتصويرها على أنها معركة حياة أو موت والنصر فيها سيؤدي إلى القضاء على الثورة في القلمون وحماية ظهر الحزب في لبنان وبالتالي "انتصاراً لمحور المقاومة" الذي تقوده ايران، وتكبدت ميليشيا الحزب والقوات المشاركة لها خسائر فادحة قبل تمكنها من السيطرة على مدن القلمون الأمر الذي أدى إلى تهجير معظم أهالي القلمون إلى القرى اللبنانية السنية المحاذية للحدود السورية .

ومنذ ذلك الحين انتقلت المعارك بين الثوار وقوات الحزب إلى مناطق الجرود حيث تمركز الثوار بعد انسحابهم من المدن مستغلين وعورة الجبال وامتدادها لمئات الكيلومترات عدا عن الأجواء السيئة السائدة هناك، وتحولت هذه المناطق إلى مراكز لشن الهجمات المتتالية على نقاط تمركز ميلشيا الحزب والدفاع الوطني وقوات النظام والتي كبدت هذه القوات خسائر كبيرة جداً خاصةً بالأرواح حيث لا يكار يمر يوم واحد دون الإعلان عن مقتل عدد من عناصر الحزب وأسر عدد آخر .

التقت (أورينت نت) بالناشط (أحمد اليبرودي) من القلمون الغربي وتحدث عن المعارك التي تدور حالياً قائلاً : "إن المعارك تتركز بشكل خاص في مناطق جرود فليطة ونحلة وعسال الورد ورأس المعرة وبريتال، واستطاع الثوار خلالها القضاء على عدد كبير من عناصر الحزب والجيش والدفاع الوطني كما تمكن الثور من اغتنام كمية لا بأس بها من الأسلحة أهمها قواعد صواريخ كورنيت التي يستخدمها الحزب بكثرة في تلك المناطق وعدد من الصواريخ المضادة للدروع والمناظير الليلية والذخيرة، كذلك تمكن الثوار من الحصول على كميات كبيرة من المواد الغذائية والوقود الذي يعتبر المادة الأساسية للبقاء في ظل الأجواء الجليدية التي تسيطر على القلمون في معظم أشهر السنة وصرح أحمد أنه وبشكل يومي تتم مهاجمة عناصر الحزب وقوات النظام حيث يستغل الثوار معرفتهم بالمنطقة ومرونتهم بالحركة فيها على عكس ميليشيا الحزب التي تتمركز في نقاط ثابته.

وأشار الناشط (أحمد) إلى أن الثوار قاموا بأسر ما يزيد عن 60 عنصراً من الحزب منذ بدء الشتاء بينهم عدد من الجرحى ويحتفظ الثوار بحوالي 13 جثة لعناصر من الحزب كما تم أسر 23 عنصر من الفاع الوطني و13 عنصر من قوات النظام، وأضاف أحمد أنه أكثر ما يلفت الانتباه هو أنَّ كل أسرى الحزب وقتلاهم في أعمار تتراوح ما بين 18-21 سنة وهو ما يعطي مؤشراً على حملات التجنيد الكبيرة التي يقوم بها الحزب مؤخراً لجمع أعداد من المقاتلين وإرسالها إلى سوريا عن المناطق التي يحتلها بعد تكبده خسائر كبيرة في صفوف قوات النخبة ما اضطره إلى سحب معظمها وزج هؤلاء مكانها، واستطرد أحمد أن معظم المناطق التي تتم مهاجمتها من قبل الثوار لا يتم التمركز فيها إنما يتم اغتنام ما فيها ثم تدميرها ذلك أن الطيران الحربي يغير بشكل دائم على الأهداف واضحة المعالم في الجرود وأكد أحمد أن ما تناقله عدد من الناشطين عن زيارة قيادات من الصف الأول بالحزب إلى عدد من نقاط تمركز عناصرهم على جبهات القتال لرفع معنويات العناصر وشحذ همم المقاتلين بعد الخسائر الكبيرة التي منوا بها. 

وعلمت (أورينت نت) من مصادر خاصة أن عمليات تبادل الأسرى تجري بشكل دوري بين الثوار وقوات الحزب في القلمون ويشرف على هذه العمليات مسؤولون كبار من الحزب يرتبون لهذه الصفقات وينفذونها بشكل شخصي.

كما التقت (أورينت نت) بالقائد الميداني أبو بطرس الذي أوضح عدداً من النقاط حول الأوضاع، حيث قال إن الهدف الأول من معارك الكر والفر هو ترهيب عصابات الأسد وحزب الله وخاصة أن منطقة جرود القلمون منطقة جبلية محاذية للحدود اللبنانية مما يجعلنا ننجح بنصب عدد من الكمائن لقطع طرق الإمداد، الأمر الذي أنهك قوات الحزب والنظام. 

وأوضح (أبو بطرس) أن أبرز النقاط التي تم التقدم فيها هي نقطة "المسروب" ونقطة "ضهور المعبور" التي تقع بين بلدتي عسال الورد والجبة وهي نقطة حماية لنقاط الحزب الأخرى حيث قام الثوار بالتسلل إليها والسيطرة عليها خلال مدة لا تتجاوز الربع ساعة، ويوجد في هذه النقطة عدد من الأسلحة الثقيلة كمدافع 57 ومدافع الفوزدليكا ومدفع 106وتم قتل كل من فيها وأسر عدة عناصر ، لكن لم تستمر السيطرة عليها لأكثر من 12 ساعة بعد إرسال الحزب وقوات الأسد تعزيزات كبيرة إلى النقطة واستخدامهم صواريخ بركان وزلزال ذات القدرة التدميرية الكبيرة جداً لاستعادة السيطرة على النقطة وهو ما دفع الثوار للانسحاب منها. 

ورغم الاختلاف والبون الواضح هناك في القلمون بين الكتائب الإسلامية وعناصر الجيش الحر إلا أن المعارك لازالت تجري على أشدها وبشكل شبه يومي.       المصدر: اورينت نت احمد الدمشقي