منذ الخامس والعشرين من شهر أيار من العام المنصرم واللبنانيون يقفون على رصيف الانتظار علهم يسمعون جديدا يحمل إليهم أملا بانتخاب رئيس جديد لجمهوريتهم التي يتاكلها الصدأ بعد أن ضرب الفساد كل مفصل من مفاصل الدولة فيها وأتى على كل مرفق من مرافق حياة المواطن حتى وصل إلى رغيف الخبز اليومي.
في ظل هيمنة طبقة سياسية تتوغل في إنتاج أزمات ومشاكل بما يضع البلد على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والأمني. لولا وجود مظلة دولية واقليمية تحول دون وقوعه في مطب الانهيار الكبير الذي قد يؤدي به إلى الانزلاق في مهاوي الحروب الداخلية.
على ان هذه المظلة لا تعني بالضرورة وضع لبنان على سلم أولويات الاهتمامات الدولية والإقليمية.
أو أن المطلوب من الدول المعنية بالشأن اللبناني اجتراح الحلول لمشكلة الفساد ومشكلة سلامة الغذاء ومشكلة الكازينو ومشكلة الحوض الرابع إلى آخر مسلسل المشاكل المتراكمة. وبالتالي فإن ذلك لا يعني أيضا أنه على الولايات المتحدة الأميركية وبالتوافق مع إيران والسعودية صناعة رئيس للبنان وتوضيبه في صندوق وإرساله على متن باخرة ترسي على رصيف الإنتظار كي يحمله اللبنانيون إلى القصر الجمهورى في بعبدا.
فاللبنانيون الذين خاب أملهم من دولتهم التي تساقطت إلى هذا المستوى من الاهتراء ما زالوا على رصيف الإنتظار يراقبون حركة الموفدين الدوليين المهتمين بالشأن اللبناني واخرهم الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو الذي زار العاصمة اللبنانية الأسبوع الماضي بعد زيارة قام بها إلى كل من طهران والرياض.
وخلال زيارته لبيروت التقى جيرو رئيس الوزراء تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية وكذلك التقى ممثلي القوى السياسية الأساسية في البلد.
وشدد جيرو خلال لقاءاته على قلق فرنسا إزاء النتائج السلبية المترتبة على اختلال العمل المؤسساتي الذي يعاني منه لبنان. مع التأكيد على أنه يجب على جميع الأطراف اللبنانية المعنية التحلي بحس المسؤولية حيال مسألة الانتخابات الرئاسية مع إحترام سيادة الدولة اللبنانية وصلاحياتها مذكرا أنه ليس لفرنسا اي مرشح.
وفي ختام الزيارة التي لم يرشح عنها ما يوحي باقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية غادر الموفد الفرنسي بخفي حنين. تاركا اللبنانيين على الرصيف منتظرين إنطلاق القطار من محطة المفاوضات النووية بين ايران والدول الغربية والذي قد يحمل إليهم بشرى بإمكانية سلوك رئيس جديد إلى قصر بعبدا دون عراقيل. وإلى يحين ذلك الوقت فاللبنانيون ينتظرون على الرصيف