شهدت مصر مؤخرا اكبر حركة تغيير للمحافظين والتى اعتمدها الرئيس المشير عبد الفتاح السيسى فى توقيت هو الاصعب من نوعه خاصة وان البلاد فى مفترق طرق مابين حربها الضروس على الارهاب الاسود الذى يلتهم ارواح خير اجناد الارض فى مشاهد مؤلمه وانتخابات برلمانية هى الاخطر من نوعها على الاطلاق والتى يؤمل عليها المصريون لاسدال الستار على الاسنحقاق الاخير لخارطة الطريق المصرية والتى اعلن عن انطلاقها الرئيس السيسى منذ اندلاع احداث ثورة 30 يونيو المجيدة واقتلاع جذور نظام جماعة الاخوان الارهابية لتنطلق مصر الى مسارات جديدة نحو افاق ارحب للاستقرار وتدشين معركة التنمية ولم لا وهى المعركة الحقيقية التى تحمل فى طياتها مستقبلا مزدهرا رغم الانواء والصعاب التى تحيط بالمشهد ككل بصورته الاجمالية مابين مخاطر محدقة بالامن القومى المصرى والعربى على حد سواء
وكان المشير عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية المصرية قد اكد ان تاخر حركة المحافظين والتى طالت لشهورعديدة انما ترجع لاسباب متنوعة ولعل ابرزها هو انتقاء الكوادر والقيادات الناضجة والاكثر ادراكا لحجم المسؤليات الملقاه على عاتقها فضلا عن معايير اخرى عديدة على راسها بلاشك القدرة على البذل والعطاء ولعل المطلع على تصريحات المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصرى فى ذلك الشان يعلم يقينا ان الامر جد لايحتمل الهزل وان العقبات كؤد والتحديات جثام من هنا كان تصديق السيسى على تعيين 17 مقاتل مصرى بدرجة محافظ ليخوضوا معا اكبر معركة لتحرير الارادة المصرية والتصدى للفساد والروتين الادارى والعمل ليل نهار بتواصل دائم سعيا لارضاء المواطن البسيط والذى تحول بفعل النظامين السابقين –الوطنى والاخوان- الى وقود مشتعل انهكته الازمات والامراض والفقر
والحقيقة انه اسعدنى القدر بالاقتراب من بعض هؤلاء المحافظين الجدد ومتابعتهم فى مواقع عديدة قبل تولى المسؤلية الاخيرة –وكان الله فى عونهم- وعلى راسهم د.هشام عبد الباسط والذى قدم نموزجا رائعا من البذل والعطاء بلاحدود على مدى 7 سنوات تحمل خلالها ماتنوء عن حمله الجبال اثناء رئاسته لمدينة تحمل اسم الزعيم الخالد الذكر محمد انور السادات بطل الحرب والسلام وقد واجه الرجل بجسارة كثير من التحديات والازمات كما انه اصطدم-فى جراة يحسد عليها- مع كثير من المحافظين السابقين الذين سبقوه لمنصب محافظ المنوفية كما انه اول من تصدى للعشرات من الاضرابات والازمات العمالية باكبر قلعة صناعية مصرية بمدينة السادات وكشف بالتعاون معنا النقاب عن كثير من الملفات الشائكة والتى تمثل فى حقيقة الامر حالة فجة من الفساد والافساد فكان جديرا بتولى المهمة كذلك اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية الجديد ود.ايمن عبد المنعم محافظ سوهاج الجديد وجميعهم يتحلون بالارادة الصلبة والرغبة الجادة فى اثبات الذات والقدرة على العطاء ولكن يبقى التحدى الاكبر امام دفعة المحافظين الجديدة الا وهو معركة التنمية والتصدى للروتين فضلا عن التحدى الامنى والعمل على تحقيق الاستقرار المنشود ورفع شعار المواطن اولا وقبل كل شيئ
كاتب وصحافى مصرى