من بيدهم مقاليد الطائفتين السُنيّة والشيعية قرروا بعد حوار مُضنى بازالة الصور لزعمائهم عن جدران بيروت تخفيفاً للاحتقان المذهبي وتمهيداً لقرارات أخطر من ذلك بكثير متعلقة بامكانية التزاور ودخول المناطق المقفلة بمفتاح الحوار الذي صنعه صنّاع الجلسات من مساعدي الشيخ والسيد بعد أن تم تدريبهم في ورش سعودية وفارسية خاصة باعداد حرفيين نافعيين في سوق الأقفال السياسية .
بلغ المجتمعون ذروة تحالفهم من خلال القرارات الصعبة والمتعلقة بمصير وطن وحسابات بلد وأزمات مفتوحة على كل شيء , وتفاهموا على السلاح والقمصان السود والمحكمة الدولية والرئاسة الضائعة في مهب طوفان الحروب التي يتقاسمها اللبنانيون وكل بحسب قدراته وكل بحسب حاجاته وعالجوا مسائل الفساد السياسي والمالي والاجتماعي وقضايا السجون والجرائم المغطاة بشراشف الطوائف والدين العام والبطالة وبيع الوظائف الشاغرة والكهرباء والماء وزفت الجيوب والقلوب والطرقات , وختموا جلساتهم الحوارية بالنشيد الوطني لا بالنشيدين السعودي والايراني لتأكيد لبنانيّة مفتقدة في القلوب ومن العقول .
نجح حزب الله في أخذ ما يريد من المستقبل كتيّار فقد وطنيته وهو يحاول أن يلمّ ما تبقى له من سُنيّة ملّت من حرير زائف وتوهم المستقبل أنه ربح حصّة السًنة في سلطة لا يملكها من خلال مماشاة حزب الله في مرحلته الواهنة والتجاوب معه في مشروع الحوار الذي لعنه وأسقطه أكثر من مرّة .
أكثر ما يثير الاشمئزاز وقوف الآخرين من قيادين وطوائف على هامش الحياة السياسية منتظرين تفاهمات حزب الله - المستقبل ونتائجها المرتقبة على الرئاسة المسيحية وعلى المستقبل السياسي , وينفرد قائد طائفي وتاريخي بالتفرغ للتصفيق الجار والحاد لحوار حزب الله - المستقبل كيّ يتمكن من عقد جلسة كاملة تستطيع اقرار أيّ شيء ليشعر بدوره كمسؤول أوّل في الحكم والمعارضة .