التاريخ الذي سجل لنا محنة المسلمين في المنطقه العربية أثناء تعرضهم لاجتياح بربري أقدمت عليه أقوام المغول والتتار حيث عاثت في البلاد الإسلامية فسادا وافسادا ودمارا وخرابا وقتلا وذبحا حتى أتت على كافة معالم الحضارة الإسلامية. فإن التاريخ سيسجل للأجيال القادمة ظهور جماعات إرهابية تحمل أسماء إسلامية أكثر بربرية وهمجية من المغول يدمرون معالم الحضارات الإنسانية.
وبالتالي سيسجل تخاذل الأنظمة الإسلامية والمسلمين في محاربة هذه الظاهرة التي استولدتها مجموعة عوامل ومكنت إحداها من إيجاد موطيء قدم لها من خلال احتلال اراض شاسعة في المنطقه الحدودية بين العراق وسوريا وإعلان دولتها تحت إسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ) بعد مبايعة زعيم هذه العصابة بالخلافة ناشرة الرعب والهلع في قلوب الناس باعتمادها الإجرام بأبشع صوره من قتل وذبح واغتصاب وتدمير وتفجير وامتهان للكرامات وهي تتلطى وراء يافطة اسلامية مدعية حفظ الإسلام ونشره وإقامة حدود الله.
والتاريخ سيسجل وقوف العالم بأسره مترددا في محاربة هذه الظاهرة الشاذة لاستئصالها من المجتمع البشري.
فبالرغم من إنشاء تحالف دولي ضم أكثر من أربعين دولة غريبة وعربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة هذا التنظيم وباشر بالاغارة على مواقعه من خلال شن غارات جوية وتسديد ضربات مؤلمه ولكنها بقيت محدودة النتائج.
ورغم التصريحات النارية للرئيس الأميركي باراك أوباما بعد ذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي وتصريحات الجنرال الأميركي المتقاعد من سلاح الجو دايفيد ديتبولا عن أن القوة الجويه يجب أن تكون أشبه بعاصفة وليس برذاذ مطر ويجب أن تكون عملية شاملة على مدى أربع وعشرين ساعة طوال ايام الأسبوع.
لكن تبين أن هذه التصريحات ليست اكثر من مفرقعات صوتية وأنه وبعد سبعة شهور على قيام التحالف الدولي ليس هناك استراتيجية واضحة للحرب وأن العمليات لا زالت بطيئة ومتعثرة.
فالرئيس الأميركي أوباما الذي لا يريد لأميركا الانغماس في حروب جديدة فإن لديه حسابات بعيدة المدى تجد أن القتال بين المسلمين يخدم المصالح الأميركية ويخدم المشروع التقسيمي للمنطقة.
وإذا كان السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هو.
إلى أين يمكن أن تصل حدود التراخي والتخاذل عند الذين أعلنوا الحرب لوقف داعش.
فإن الجواب الشافي هو ان قتال هذه الجماعات الإرهابية والتكفيرية ألتي اختطفت الإسلام وشوهت صورته يقع على عاتق المسلمين والدول الإسلامية مما يعني أن قتال داعش مسؤولية إسلامية بالدرجة الأولى ولا بد من التحرك بجدية قبل ان يضيع الإسلام بين سكين داعش وحسابات أوباما حتى يسجل التاريخ لأجيال المستقبل صفحة إسلامية ناصعة خالية من الطفيليات والشوائب والنزعات الشاذة. فالتاريخ لا يرحم..