فيما كان تنظيم داعش يعلن عن احراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة ويقتل الرهينتين اليابنيتين، انطلقت في لبنان عدة مبادرات حوارية جديدة تدعو للحوار ودعم السلم الاهلي ومواجهة التطرف والعنف في المنطقة.
اولى هذه المبادرات تلك التي اطلقها ملتقى الاديان والثقافات الذي يرأسه العلامة السيد علي فضل الله مع عدد من مؤسسات وشخصيات المجتمع المدني في لبنان وتدعو المبادرة الى اعتبار العام 2015 عام الحوار والسلم الاهلي وقد اعد الملتقى وثيقة حوارية كي تشكل منطلقا للتحرك وتركز الوثيقة على رفض العنف ودعم الحوار وقبول الاخر وابعاد الدين عن الاستغلال السياسي ، وسيتم اطلاق الوثيقة وبرنامج العمل لتطبيق الوثيقة في قاعة الاونيسكو يوم الجمعة في 20 شباط الجاري الرابعة بعد الظهر.
اما المبادرة الثانية فتمثلت بقيام النائب السابق وعضو قوى 14 اذار سمير فرنجية باعادة اطلاق المؤتمر اللبناني الدائم للحوار بالتعاون مع العديد من الشخصيات اللبنانية، والمعروف ان هذا المؤتمر بدأ نشاطاته في التسعينات من القرن الماضي بعد انتهاء الحرب الاهلية وكان من ضمن اعضائه المؤسسين اضافة لفرنجية العلامة الراحل السيد هاني فحص وقام المؤتمر بالعديد من المبادرات الحوارية حتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانطلاق لقاء قوى 14 اذار.
ويعتبر فرنجية اليوم ان هناك حاجة وضرورة لاطلاق الحوار اللبناني لمواجهة التطرف والعنف ووقف الصراعات المذهبية والدينية والتوصل لحلول سياسية للازمات القائمة.
كما تحدثت بعض الاوساط الاعلامية من ان حركة التجدد الديمقراطي التي كان يرأسها النائب الراحل نسيب لحود هي في صدد اطلاق مبادرة حوارية جديدة ولا يعرف تفاصيل هذه المبادرة.
ويضاف الى هذه المبادرات الانشطة والتحركات التي تقوم بها الهيئات والشخصيات الحوارية الناشطة في لبنان والعالم العربي والاسلامي كمؤسسة اديان والمركز العربي للحوار الذي يرأسه فضيلة الشيخ عباس الجوهري وربانيون بلا حدود واللقاء الروحي في الجبل والفريق العربي الاسلامي – المسيحي للحوار واللجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي ومركز لقاء للحوار وغيرها من المؤسسات الناشطة لبنانيا وعربيا.
لكن من المؤسف ان كل هذه التحركات الحوارية لم توقف حتى الان التطرف والعنف الديني والذي يزداد انتشارا وتوسعا واخر مظاهره ما تقوم به داعش في سوريا والعراق وما يجري في مصر وليبيا ونيجيريا واليمن والبحرين وما جرى مؤخرا في فرنسا.
فهل تكفي المبادرات الحوارية لوقف العنف والتطرف ام ان الازمة اعمق من ذلك بكثير؟
قاسم قصير