لم تستبعد أوساط استخبارية بريطانية في لندن ان يكون الشيخ الفار احمد الأسير “قدم أوراق اعتماده كأمير داعش في لبنان” بنسف حافلة الركاب الشيعية اللبنانية في دمشق, قبل أيام.
وتوقعت هذه الأوساط ان يكون تعيين الأسير, الفار من وجه العدالة اللبنانية منذ احداث صيدا الدامية قبل نحو عامين, “أميراً لداعش في لبنان”, “الخطوة الاولى المنطقية لتوسيع وجود التنظيم الى الساحة اللبنانية لمحاصرة “حزب الله” في عقر داره ومنعه بعد الآن من التحرك والقيام بمغامرات تطول الطائفة السنية”.
وقالت مصادر دفاعية بريطانية ل¯”السياسة” إن معلومات استخبارية من بيروت تتوقع ان “يبدأ الاسير في وقت قريب جداً, عمليات ارهابية مؤذية ضد “حزب الله” في بيروت والبقاع وصيدا وحتى داخل سورية, إحياء للعمليات التي توقفت في ضاحية بيروت الجنوبية والقرى الشيعية في البقاعين الاوسط والشمالي”.
وذكرت المصادر انه “ليست صدفة ان يأتي اعلان تعيين الشيخ احمد الاسير اميرا لداعش في لبنان بعد مرور اقل من 24 ساعة على الهجوم الذي شنه عناصر من هذا التنظيم الارهابي عبر الحدود السورية في المرتفعات الشرقية اللبنانية, وادى الى مقتل ثمانية جنود من الجيش دفعة واحدة, كما انه ليست صدفة ان يضاعف داعش وجبهة النصرة عناصرهما المقاتلة في منطقة القلمون القريبة من الحدود اللبنانية, وان يعلن مدير الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم التحاق 700 مقاتل من تنظيمات متطرفة أخرى بداعش الشهر الماضي في تلك المنطقة”.
وكما كانت “السياسة” اشارت قبل اسبوعين الى وجود تحركات للقوى المتطرفة باتجاه الاراضي اللبنانية الشرقية والشمالية, جدد اللواء ابراهيم هذه المعلومات حين اكد “ان داعش والنصرة يستهدفان القرى الحدودية اللبنانية مع سورية في القلمون”, للالتفاف على ميليشيات “حزب الله” الداخلة والخارجة من جنوب سورية, ومهاجمتها من الخلف. وقالت المصادر البريطانية, استناداً إلى معلومات استخبارية من بيروت وعمان, ان “داعش يثبت أكثر فأكثر أقدامه داخل لبنان, في البقاع والشمال عامة وطرابلس بشكل خاص, وفي غرب بيروت ومعظم الخط السني الفاصل مع المناطق الشيعية, تمهيدا لبدء عمليات تفجير ونسف وتدمير واغتيال, تحول انظار الدولة اللبنانية وحسن نصرالله وجماعته الى الداخل مرة اخرى للافساح في المجال أمام مقاتليه واستخباراته لعبور الحدود اللبنانية الشرقية والشمالية براحة اكبر وتدفق اوسع, خصوصاً أن القوات المعارضة لنظام بشار الاسد تضع اللمسات الاخيرة في اقصى الجنوب السوري انطلاقاً من درعا على بدء الزحف على دمشق بعدما قُصفت بالصواريخ التي سيستمر انهيارها على المناطق التي يسيطر عليها ذلك النظام, حتى بدء الاجتياح”. وتوقعت الاستخبارات البريطانية العاملة في لبنان والعراق والاردن ان يؤدي تراجع “داعش” العسكري في العراق وسورية إلى “اضطراره للتجمع في لبنان, ورص صفوف قواته فيه بعد اجتياح عشرات القرى الشيعية في البقاعين الشمالي والشرقي وعلى طول مرتفعات الحدود الشرقية اللبنانية مع سورية, ربما أملاً في تنفيذ احلام ابي بكر البغدادي في إقامة امارته في لبنان بقيادة الشيخ احمد الاسير وبمعاونة قادة في داعش.