سيطر مقاتلو «الجيش السوري الحر» أمس، على تل استراتيجي يطل على حلب ويُعتبر «حصناً عسكريا» للنظام، وذلك بعد هجوم مفاجئ قتل وأسر فيه عشرات من عناصر القوات النظامية والميليشيا الموالية، ما يعرقل خطط النظام لإحكام الحصار على ثانية كبريات مدينة في البلاد ويضع خطوط إمداده في مرمى نيران مقاتلي المعارضة.
وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، بأن «الجيش الحر سيطر في شكل كامل أمس على تل المياسات الإستراتيجي المطل على دوار البريج شمال حلب، الذي كان يحد من حركة الثوار في المنطقة جراء القصف المتواصل من قوات (الرئيس بشار) الأسد»، لافتاً إلى أن «الثوار أسروا 15 عنصراً بينهم إيرانيون، إضافة إلى مقتل قائد غرفة العمليات في التل وعشرات من قوات الأسد».
وبث نشطاء معارضون فيديو ظهر فيه عناصر من القوات النظامية كتب على لباسهم العسكري «رجال النمر».
في إشارة إلى قائد عمليات القوات النظامية العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر». من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «اشتباكات دارت بين الكتائب المعارضة من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وافغانية من طرف آخر، في محيط مخيم حندرات شمال حلب، وأنباء عن استعادة الكتائب المقاتلة والإسلامية السيطرة على مبان عدة على أطراف المخيم كانت قوات النظام سيطرت عليها منذ أشهر». وأكد سيطرة المعارضة على تلة المياسات.
ويعتبر تل المياسات ذا موقع استراتيجي كونه يطل على طريق إمداد النظام، الواصل من قرية الشيخ نجار إلى سجن حلب المركزي وصولاً إلى قريتي سيفات وحندرات، ويؤمن من خلالها النظام الحماية للمدينة الصناعية المجاورة لها.
وأفاد «أبو الليث» التابع لـ «جيش المهاجرين والأنصار»، بأن تل المياسات «أهم القلاع التي سيطر عليها الأسد وبسيطرة الثوار عليها أصبحت قوات النظام في مرمى نيرانهم».
وأشار نشطاء معارضون إلى أن سيطرة المعارضة على تل المياسات أمس ومنطقة المناشر سابقاً «أتاحت للثوار إبعاد النظام من حصار حلب»، في وقت لا تزال مساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال بدءاً من حلب تواجَه بتشدد من قبل الحكومة السورية. الى ذلك، قال «الائتلاف» إن النظام صعد في الأيام الماضية قصفه لأسباب عدة، بينها «محاولة الانتقام لهزائمه ونشر المزيد من الفوضى ومنع أي نوع من الحياة المدنية في المناطق المحررة، إضافة إلى تعزيز ظروف انتشار التنظيمات الإرهابية»، وذلك بعدما قال «المرصد» إنه «وثق تنفيذ طائرات النظام أول من أمس 127 غارة أسفرت عن مقتل 51 مدنياً بينهم 5 أطفال وجرح 110 بعضهم في حالات خطرة».