قُتل وجرح حوالي ثلاثين شخصاً في تفجير حافلة تقل لبنانيين الى مزار شيعي وسط دمشق، في وقت واصل مقاتلو المعارضة قطع الطريق بين العاصمة وبغداد الذي يشكل «احد شرايين الحياة» للنظام لتوفير الأسلحة والميليشيا من العراق وإيران، بالتزامن مع إلقاء المروحيات 27 «برميلاً» على شمال دمشق وغارات على حلب شمالاً.
( وأفاد مسؤول في المكتب اللبناني الذي نظم رحلة الزوار إلى دمشق بأن الانفجار وقع قرب مزار السيدة رقية في آخر سوق الحميدية التجاري المكتظ بالزبائن، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان الحافلة تحمل لوحة لبنانية وكانت تقل «ركاباً من الطائفة الشيعية في زيارة لمقامات دينية»، موضحاً ان «تسعة قتلوا بينهم ستة زوار شيعة لبنانيين، وثلاثة مجهولو الهوية، أحدهم تحولت جثته الى أشلاء، ولا يعلم حتى اللحظة، ما إذا كان التفجير ناجماً من تفجير رجل لنفسه بحزام ناسف أو تفجير عبوة ناسفة عند باب الحافلة».
وأعلن حساب على «تويتر» لمناصري «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» مسؤولية الجبهة عن الهجوم، لكن الموقع الرسمي لها على الإنترنت لم يُعلن ذلك حتى مساء أمس.
وأوردت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أنه تم تفجير «عبوة ناسفة يقدر وزنها بخمسة كيلوغرامات من المتفجرات وضعت في مقدمة الحافلة». وأضافت أن عناصر الهندسة في الشرطة «أبطلوا مفعول عبوة ثانية يبلغ وزنها خمسة كيلوغرامات كانت موضوعة داخل حقيبة في منتصف الحافلة». وتعود الحافلة إلى «حملة عشاق الحسين لزيارة العتبات المقدسة»، ومقرها في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال فادي خير الدين من إدارة الحملة إن «جميع ركاب الحافلة كانوا من اللبنانيين»، مشيراً إلى أنها تتسع لـ 52 زائراً، اضافة إلى شخصين من الحملة.
وانطلقت الرحلة من بيروت صباح أمس، وتوجهت إلى مقام السيدة رقية، و»كانت تستعد للانطلاق إلى مقام السيدة زينب» عندما وقع الانفجار، وفق خير الدين. وأكد أن الحملة لم توقف رحلات الزيارة إلى دمشق، على رغم الوضع الأمني في سورية، وهي تنظم هذه الرحلة أسبوعياً إلى مقامَي السيدة رقية والسيدة زينب «كل أحد، ونسلك الطريق نفسه، ونقوم بالبرنامج نفسه، ونعود في النهار نفسه إلى لبنان».
وأوضح القيمون على الحملة في بيان، أن «حصيلة تفجير الباص هي ستة شهداء، بينهم ثلاثة لبنانيين و22 جريحاً.
واعتبر الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، أن «اليد الإرهابية التي ضربت في منطقة العريش في سيناء وأوقعت عشرات الشهداء العسكريين، هي نفسها التي تضرب في مختلف الدول العربية واستهدفت مدنيين لبنانيين»، مؤكداً أن «الإرهاب عدو الجميع ومواجهته مسؤولية مشتركة لدحره نهائياً».
ووصف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة التفجير بأنه «عمل إجرامي وإرهابي موصوف وضد الإنسانية، ومن خطط له ونفذه إرهابي مجرم ويخدم مصالح النظام السوري وأعداء سورية وأعداء الإسلام والعرب». وطالب «بمعالجة شاملة لملف الإرهاب والإرهابيين، هذا الملف الذي يجب معالجته في شكل شامل بما يؤدي إلى القضاء عليه وعلى مسبباته».
إلى ذلك، نقلت «الهيئة السورية للإعلام» عن أحد قادة المعارضة السورية العقيد بكور سليم أن «الثوار رفضوا محاولات النظام لفتح طريق دمشق - بغداد حيث حاول النظام التفاوض لفتح الطريق بعد فشله الذريع بإعادة السيطرة عليه من خلال المعارك»، لافتاً الى أن «رفض الثوار جاء على خلفية عدم استجابة النظام طلبات الثوار وأهمها إخراج المعتقلات من سجونه». وتابع ان هذا الطريق هو «الشريان الأساسي للنظام لاستقدام الأسلحة والذخائر وعناصر الميليشيا من العراق وإن قطع الطريق أجبر النظام على تحويل خط سيره الى طريق حمص» في وسط البلاد.
وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف والفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة من طرف آخر في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، في وقت ألقى الطيران المروحي 27 «برميلاً متفجراً» بعد يوم من مقتل اربعة عناصر بينهم ضابط من القوات الحكومية، جراء هجوم مفاجئ شنته المعارضة، وفق «المرصد».
وبث «مركز حلب للإعلام» فيديو أظهر انتشال «قوات الدفاع المدني» طفلين من تحت الأنقاض بعد غارة على حي بعيدين في حلب شمال البلاد. وأشار «المرصد» الى ان «2683 شخصاً قتلوا خلال الشهر الماضي» ما يشكل اخفض رقم منذ 31 شهراً، لافتاً الى ان بين القتلى «750 مدنياً بينهم 50 طفلاً و61 مواطناً بينهم طفل استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات النظام الأمنية».