استقر الأمر إلى سلمان بن عبد العزيز خلفا لأخية الراحل الملك عبد الله , و لم ينتظر الملك سلمان بن عبد العزيز طويلا لإجراء تعديلات جذرية كبيرة في هيكل الدولة تناولت مفاصل أساسية فيها وشملت هذه التعديلات إلغاء مجالس ووزارات واستحداث مجالس ومواقع أخرى ,كما شملت هذه التغييرات إعفاء بعض الشخصيات المقربة من الملك الراحل عبد الله ممن وصفوا بالمعتدلين في المملكة وكذلك أصدر الملك سلمان أمرا بإعفاء عدد من أبناء الملك عبد الله من مهماتهم التي أنيطت بهم في حياة والدهم الملك عبد الله .
هذه التغييرات وغيرها وصفها متابعون بالانقلاب على حكم الملك الراحل حيث لم يبق في ادارة الحكم ممن عينهم عبد الله إلا القلة القليلة , ووصف مراقبون القرارات الجديدة للديوان الملكي السعودي بالمتشددة نظرا لاستغناء الملك سلمان عن كل الشخصيات المعتدلة التي عينها الملك عبد الله في عدد من الوزارات والمجالس وغيرها من المؤسسات الاعلامية والأمنية والسياسية والثقافية في المملكة , وتشير مصادر متابعة أن التعديلات هذه من شأنها أن تكون مقدمة لتغييرات جذرية أخرى على مستوى السياسة الخارجية للمملكة بدأت معالمها بالظهور مع مشاهد التعزية التي شهدتها العاصمة الرياض في المملكة بعد رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز .
وكان من اللافت في التغييرات الجديد إعفاء الأمير بندر بن سلطان من مهامه وإعفاء رئيس جهاز الاستخبارات السعودية من مهمامه أيضا بعد ستة أشهر على تعيينه وكذلك تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وليا لولي العهد ووزيرا للداخلية حيث من المعروف ان محمد بن نايف من الأصدقاء المقربين لإدارة الولايات المتحدة الامريكية , ويقول محللون وديبلوماسيون يعرفون بن نايف، إنه يجسد تحول السعودية إلى سياسة خارجية أكثر حزماً في ما يخص دعم الحلفاء وهزيمة الخصوم. وداخل المملكة، كان بن نايف القوة الدافعة في هزيمة الشبكات المتطرفة، وفي خنق ومعاقبة المعارضة السياسية.
ويضيف المحللون أن ترقية بن نايف هي بمثابة مؤشر على الرؤية بعيدة المدى للقيادة السعودية الجديدة في ما يخص وضع الدولة والمنطقة، ولكنها تثير أيضاً أسئلة شائكة بين مئات من الأمراء الذين قد يشعرون بأنه تم تجاوزهم.
ويأتي ارتفاع بن نايف إلى الصدارة وسط العلاقات المتوترة، حديثاً، بين الرياض وواشنطن، برغم أن تركيزه على مكافحة الإرهاب يتماشى مع البيت الأبيض، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا سيكون أقل معاداة لاستمرار المفاوضات بين واشنطن وإيران بشأن برنامجها النووي، أو للإشارات التي يصدرها البيت الأبيض بأنه لم يعد يرغب بالضغط من أجل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.