بعثتت زيارة رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجوردي الى بيروت غداة عملية المقاومة الاسلامية في شبعا وعشية مهرجان حزب الله تكريما لشهداء القنيطرة رسالة واضحة للتأكيد على ان محور المقاومة من بيرون الى طهران مرورا بدمشق وبغداد يتقدم وان زمام المبادرة لا يزال بيده، وقد حرص بروجوردي على حضور احتفال حزب الله والاستماع الى الخطاب الذي القاه السيد حسن نصر الله في الاحتفال للتأكيد ايضا على وحدة الموقف والخطاب.
لكن الاهم من الزيارة والمهرجان كان سلسلة الرسائل التي وجهها بروجوردي ونصر الله للداخل والخارج، فهي من ناحية تؤكد على قوة محور المقاومة وتضامنه الكامل فيما بين اعضائه ومن ناحية اخرى تؤكد استعداد هذا المحور للحوار والمفاوضات حول كل الملفات في المنطقة.
ومع ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اكد ان لا علاقة لعمليات المقاومة والرد على الاعتداءات الاسرائيلية بملف المفاوضات النووية ، فانه لا يمكن لاحد ان ينكر ان هذه المفاوضات كانت تلقي باجوائها على الوضع في المنطقة وحرص جميع الاطراف ولا سيما اميركا على منع اندلاع حرب كبرى في المنطقة في هذه المرحلة.
والملفت في زيارة بروجوردي حرصه على توجيه رسالة ايجابية الى المملكة السعودية بالتأكيد على استعداد ايران للحوار والمفاوضات حول قضايا المنطقة، ومع ان السيد نصر الله وبروجوردي اكدا ان البحث في الملف الرئاسي اللبناني هو شأن داخلي ولا علاقة للمفاوضات النووية او الاوضاع بالمنطقة به، فان اي محلل سياسي يعرف ان الانفراجات الاقليمية والدولية في المنطقة تساهم وتؤثر على حلحلة الملفات الداخلية، وبالعكس فان الصراعات والسجالات في المنطقة تنعكس سلبا على الاوضاع في المنطقة.
وبالمحصلة بعثت زيارة بروجوردي وخطاب السيد نصر الله رسائل واضحة للجميع: نحن جاهزون للحرب ولكننا لا نريدها.
وهذه الرسائل تؤكد ان المنطقة تعيش اليوم مرحلة انتقالية وقد نجحت المقاومة الاسلامية وبدعم ايراني – سوري في رسم معادلة توازن جديدة والـتأكيد للصهاينة انه من غير المسموح الان بضرب معادلة التوازن القائمة منذ حرب 2006.
وبانتظار وضوح الرؤية اقليميا ودوليا وتحديد مسار الاوضاع في المنطقة، لا يمكن الا توجيه التحية للمقاومة الاسلامية ومن خلفها ايران لانهما رسما معادلة رعب واضحة في مواجهة العدو الصهيوني وهذا يساعد في المدى القريب على حماية المنطقة من اية حرب جديدة لحين معرفة مصير المفاوضات الايرانية- الدولية حول الملف النووي وما سيجري في دول المنطقة.
قاسم قصير