يشعر حزب الله بالضغط الشديد نتيجة تزايد عدد الهجمات الإسرائيلية على مواقعه ومستودعاته في سوريا وتخوم الحدود اللبنانية السورية... وعدم رده على هذ الاعتداءات.. وسبق ان قال نصرالله ان الرد قريب... وهدد بالجتياح الجليل، انطلاقاً من لبنان..؟؟ وجاءت الغارة الإسرائيلية الأخيرة في القنيطرة وخسائر حزب الله الكبيرة إلى جانب الإيرانية لتزيد من حجم المأزق ولتضع حزب الله ونصرالله الذي يختصر حزب الله ودوره ووجوده وعلاقاته وسياساته ومقاتليه وضحاياه بشخصه فقط...نصرالله كان بين امرين احلاهما مر...؟؟ الرد ومعناه انطلاق إو غلاق شرارة حرب مدمرة لا احد يعرف مداها او نتائجها...؟؟؟ وعدم الرد معناه ان ثقة جمهوره ومؤيديه وتابعيه به وبدوره قد اصبحت موضع شك... ؟؟ ثم إن خطاباته الأخيرة والتي حاول ان يرفع فيها مستوى التهديد ضد كل من يخاصم حزب الله قد اصبحت روتينية ولم تعد تحتل موقع الصدارة في قلوب المستمعين قبل صفحات الإعلام...؟؟؟ فكان أن شن حزب الله هجومه المتوقع على دورية معادية عند تخوم مزارع شبعا، مستبقاً خطاب نصرالله بيوم واحد ليكون لدى نصرالله ما يتحدث عنه يوم الجمعة...30/1/2015... وليعيد ثقة جمهوره به وبدوره وحزبه وقيادته... ولو على حساب وطن واستقراره ونموه وحتى على حساب الحوار الذي يدور بينه وبين تيار المستقبل...؟؟ والسعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية..؟؟ والهجوم كما يبدو هو فقط لامتصاص قلق هذا الجمهور، والدليل هو ما ذكرته وتناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة عندما قالت انهناك رسالة من حزب الله عبر قنوات المم المتحدة للتهدئة....فقالت: "رسالة تهدئة نقلها حزب الله إلى إسرائيل مفادها بأنه سيكتفي بهذه العملية ولن يصعد الأوضاع اذا قبلت إسرائيل بذلك وأشبعته تحليلا وتمحيصا"...
ولكن امام خطورة الحادثة والمشهد وعمق تورط حزب الله في ازمات المنطقة لا بد من طرح عدد من الأسئلة:
- ما هو دور الحكومة اللبنانية والسلطة الرسمية في اتخاذ قرار مصيري على هذا المستوى.. قرار الحرب والسلم...؟؟.. هل اتخذت الحكومة اللبنانية مجتمعة قراراً بالدخول في حربٍ مع إسرائيل إلى جانب حزب الله تطبيقاً لثلاثية نعيم قاسم او على الاقل الانخراط فيها ... ام ان قيادة الجيش هي من قرر خوض الحرب مع حزب الله.....أم قرار الحرب يتخذه نصرالله بقرار وتوجيه ًيراني وعلى الجيش اللبناني مجاراته، وهذا ما أشار إليه مسؤول الإيراني، وهل علينا ان نتحمل نتائجه وتداعياته شعباً وحكومةً....؟؟؟ ولا يمكن ان نتجاهل أن مسؤولية الرد على غارة القنيطرة هي سورية إيرانية بالدرجة الأولى لأن الجريمة وقعت على اراضٍ سورية واهم الضحايا هم من التابعية الإيرانية واحدهم او معظمهم من كبار الجنرالات في الحرس الثوري..؟؟؟
- ما هو وضع الجيش اللبناني المنهك في الداخل بسبب ممارسات سرايا المقاومة والعصابات التي تزال تحظى بغطاء امني وسياسي من حزب الله، وكذلك على الحدود الشرقية مع سوريا نتيجة ما يقوم به حزب الله في سوريا..؟؟ وهل يملك من التجهيزات ما يمكنه من صد عدوان او خوض حرب واسعة... وشاملة...؟؟
- يقول حزب الله على لسان نعيم قاسم ان المقاومة مستعدة للحرب وكذلك قال نصرالله... ماذا عن الشعب اللبناني وخاصةً جمهور حزب الله وابناء القرى الحدودية، هل هم يا ترى على استعداد لخوض الحرب وبكامل الجهوزية..؟؟ فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، أن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية جددت تعليماتها لمواطنيها بفتح الملاجئ وطلبت من مواطنيها شمال الجليل المحتل التزام منازلهم... وقامت بعمليات إخلاء لبعض المدنيين..؟؟ اما نحن في لبنان فهل قام حزب الله ببناء ملاجيء لحماية المدنيين يالقرى والبلدات والمدن الجنوبية على الأقل.... وهل قام بتزويد المستشفيات بالأدوية والمعدات والتجهيزات المناسبة لمعالجة الجرحى والمصابين، وهل تم تامين المياه التي تنقطع اصلاً في ظروف السلم لا الحرب..؟؟؟؟ وماذا عن طرق المواصلات لنقل المواطنين، وحماية الأطفال والنساء.أو على الأقل توزيع اقنعة مضادة للغاز لحماية المدنيين من إجرام العدو الصهيوني كما فعلت قيادة هذا الكيان... إذ إن اسرائيل توزع اقنعة واقية من الغاز على السكان..؟؟؟ إن كل ما يفعله حزب الله استعداداً للحرب هو تكثيف الاطلالات الإعلامية المؤيدة له ولنهجه ولتطلعاته ولتبرير سلوكه وسياساته والتعظيم من حجم قدراته وامكانياته... والكثير من مآدب العشاء والغداء والتكريم وتوزيع الدروع والهبات المالية على الحلفاء والاتباع...؟؟
- ان اسرائيل قامت وبعد العملية مباشرة بإصدار تعليمات لمواطنيها ترشدهم للإجراءات التي يجب اتخاذها... اما نحن في لبنان فهل سمع اي من المواطنين ارشاداً محدداً بعينه من حزب الله وهو المعني الأول بهذ الحرب سوى استضافة بعض المحللين للتهليل والترويج والتبجيل بالمقاومة وسيدها وطول باعها وحجم ارتباطاتها.. او حتى من الدولة اللبناية الحاضرة الغائبة...
إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مجموعة من قادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني ساد القلق الأوساط اللبنانية جميعها دون استثناء وخاصةً بيئة حزب الله وجمهوره ومحبيه ومؤيديه مخافة ان تندلع حرب جديدة مع الكيان الغاصبن في حال قام حزب الله بالرد على هذه الغارة وقد قام بالرد، خاصةً وان إيران قد اشارت وبوضوح في رسالة التعزية التي ارسلها رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي وورد فيها أن “انتقام مجاهدي “حزب الله” على العدوان الجوي الصهيوني في القنيطرة سيكون قاسيا”... وهذا طبعاً رداً على تجاوز اسرائيل للخطوط الحمر الإيرانية... فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مسؤول إيراني بان طهران بعثت برسالة إلى اسرائيل عبر واشنطن بأن تل أبيب تجاوزت الخطوط الحمراء. فالرد هو مسؤولية حزب الله حصراً ويجب ان يكون قاسياً يتناسب مع حجم الجريمة..كما قال المسؤول الإيراني...وهذا ما جرى....
نصرالله كما يبدو هو الذي يملك كلمة السر وقرار الحرب والسلم بتوجيه إيراني دفاعاً عن إيران وضحاياها قبل لبنان وشعبه وضحايا حزب الله... وقد أشار إلى هذا الشأن الخطير والقرار المصيري نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي قال: أن «المقاومة في خندق واحد مع الجيش اللبناني، والمشروع الذي نواجهه واحد»، مشدداً على «أن حزب الله سيتابع مقاومته، بعزيمة أكبر، وسيستمر بالإعداد والتجهيز، وسيكون حاضراً دائماً لخوض أي معركة محتملة في المستقبل، وسيكون في طليعة المشروع المقاوم».... وقال أيضاً «نستطيع القول إن مشروع الشرق الأوسط الجديد انكسر أمام دفاع المقاومة وصمودها». ولفت الى «ان اليوم أصبح واضحاً للجميع ان إسرائيل والتكفيريين مشروع عدواني واحد، يتوزعون الأدوار لتخريب المنطقة». وقال: «نحن مقتنعون ان هذا الهدف الإسرائيلي لن يتحقق خصوصاً مع وجود «المقاومة الإسلامية» وحزب الله ومع وجود معادلة: الجيش والشعب والمقاومة، التي أثبتت جدواها وجدارتها». وقال: «ها هو الجيش اللبناني يقف بكل صلابة وشجاعة ووطنية ليقاتل التكفيريين في رأس بعلبك وفي تلك المنطقة، ويقدم الشهداء والتضحيات، وثبت اليوم ما كنا نقول إن المواجهة والمقاومة والتعاون وثلاثي القوة هو الحل، وهو سيبقى ولا شيء غيره في هذه الساحة، ونجد ان الصامتين الذين لا يعرفون ما يقولون كثُر بسبب جدارة هذه المنظومة المؤلفة من ثلاثي القوة»....
ملاحظاتنا على هذا الكلام هو ان الحرب ليست إطلاق صواريخ واصدار توجيهات وبيانات وتشييع شهداء والدعاء للجرحى، بل هي مسؤولية وطنية تهدف في الدرجة الأولى إلى حماية المواطنين من العداون لا تعريضهم للعدوان...ثم إن قرار الحرب لا يمكن ومن غير المقبول ان يتخذه حزب بسبب تورطه في حربٍ خارج الحدود لحماية مشروع إيران في المنطقة مهما تحدث نصرالله او قاسم وسواهم عن خطر تكفيري وغيره، فالتكفير سمة بارزة في فكر وسلوك الكثير من المجموعات الميليشيوية وحزب الله واحد منها...واستعمال هذا المصطلح أصبح فزاعة او ورقة ضغط إلى جانب المصطلحات السابقة التي كانت تتضمن التخوين والعمالة فقط...؟؟ يستعملها كل من يريد توريط لبنان في سوريا او استهداف فريق لبناني للإجهاز عليه وزج اعضائه في السجن او تبرير اعتقال عناصره دون محاكمات..
اما قول نعيم قاسم ان حزب الله مستعد للحرب ويخوضها في سوريا، وان محورالمقاومة قد هزم مشروع الشرق الأوسط الجديد، فهذا كلام في غير محله، فحليفه الأسد قد بذل جهوداً مضنية ليكون جزءاً من التحالف الدولي لضرب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وفشل، ولم يحاول يوماً التصدي لطيران التحالف الذي يطير فوق سوريا ويغير على اراضيها...؟؟ أما حلفاء إيران وحزب الله من الحوثيين الذين قال عنهم علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إن "جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"، على حد تعبيره.....؟؟؟ وللعلم فإن شعار الحوثيين هو (الموت لأميركا والموت لإسرائيل والموت لليهود) السؤال موجه لحزب الله كما لإيران.. من هم اعداء الإسلام؟؟ طالما أن البنتاغون قال: بان مسؤولون أميركيون يشاركون في محادثات مع ممثلين عن الحوثيين حيث لم تنف الخارجية الأميركية، ولم تؤكد، أخبارا بأن دبلوماسيين في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة في نيويورك يجرون اتصالات مع مبعوثين حوثيين، أو يمثلون الحوثيين، وصلوا مؤخرا إلى نيويورك. وقالت "جين بساكي"، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ردا على أسئلة متكررة حول هذا الموضوع في المؤتمر الصحافي اليومي: «لن أدخل في التفاصيل. لكن، أقول إنه من الواضح، كجزء جديد في القيادة في اليمن، لدى الحوثيين أسباب كثيرة لإجراء محادثات مع المجتمع الدولي». وأضافت: «هذه الاتصالات يمكن أن تشمل تنفيذ الضمانات العامة عن سلامة وأمن جميع الموظفين الدبلوماسيين. وتشمل التعبير عن نياتهم.. نحن لا نزال نعمل مع عدد من الأحزاب اليمنية، ومع عدد من الأطراف اليمنية، وعلى مختلف المستويات. لكني لن أتحدث عن تفاصيل أكثر»... فكيف يكون الشعار الموت لأميركا الشيطان الأكبر ويتم التفاوض بل التفاهم معها ولا يجب ان ننسى تلك الجولة السياحية التي جمعت وزير خارجية الولي الفقيه مع كيري وزير خارجية الشيطان الأكبر.....؟؟؟؟؟؟
مشكلة حزب الله انه جزء من محور بل أداة في يد محور، يغمره الفكر والالتزام والتعصب المذهبي ويريد ان يقدم نفسه في قالب اسلامي وحدوي منفتح وغير متزمت.. وهو على العكس من ذلك تماماً... وفي حين ان فكره والتزامه اممي وتطلعاته بل التزاماته هي خارج الحدود فهو يحاول ان يلبس لباس الوطنية وان يحملنا مسؤولية دفع ثمن ارتباطاته وانتمائه والتزامه حروب داخل الوطن وخارجه...وان يجعل من شعاراته الدينية شعارت وطنية...ومن حروبه الخاصة والمرتبطة بعلاقاته الإقليمية حروب وطن وشعب