حدثان أمنيان بارزان في المعنى والميدان، شهدهما لبنان في الأيام القليلة الماضية:
ــ الاشتباكات المفتوحة بين الجيش اللبناني وتنظيم "الدولة الإسلامية" على امتداد جبهة باتت تضم رأس العين ومحيطها، إضافة إلى جرود عرسال.
ــ والحدث الثاني اغتيال الضابط في شعبة المعلومات المؤهل غسان عجاج، مع ما حمله هذا الاغتيال من أبعاد، تعني باختصار، بدء الحرب الأمنية بين الشعبة وبين تنظيم "الدولة الإسلامية".
بيان "تنظيم الدولة"
وفي أجواء الحدثين انتشر بيان للتنظيم يعلن فيه الاستعداد لدخول لبنان، في خطوة يعتبرها المتابعون تمهيداً لخطوات لاحقة في الداخل اللبناني، جاء فيه ان "وزارة الحرب في التنظيم تعتبر ان الأوضاع في لبنان أصبحت جاهزة لتحرير ولاية لبنان ممّا وصفته "بالاستعباد الصفوي" في إشارة إلى "حزب الله"، فإن مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية أصبحت حدثاً يومياً، على امتداد الحدود اللبنانية - السورية، منذ ليل الجمعة - السبت الماضيين، استمراراً إلى يوم أمس، حيث تستمر عمليات التمشيط وإطلاق النار ونصب الكمائن، من جرود عرسال إلى الجرود المتاخمة لرأس بعلبك وبريتال.
على أن اللافت في بيان "القسم الإعلامي في ولاية دمشق لتنظيم الدولة الإسلامية"، كان اعلان التنظيم بأن المواجهات التي جرت في رأس بعلبك يوم الجمعة الماضي، بين الجيش اللبناني ومجموعات كبيرة من المسلحين للسيطرة على "تلة الحمرا" كانت "بداية الغزوة الشاملة التي ستحرر لبنان وتعيده إلى أحضان دولة الإسلام في العراق والشام".
ودعا البيان، جميع من وصفهم "بالمجاهدين الذين يرغبون في الحصول على شرف الشهادة" إلى أن يبادروا إلى المساهمة في "غزوة تحرير ولاية لبنان، والانضمام إلى "مجاهدي" التنظيم".
اغتيال عجاج
نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شهيدها المؤهل أول غسان خالد عجاج (مواليد 1968) الذي إستشهد ليل أمس بطلق ناري من قبل مجهولين في بلدة مرياطة - زغرتا.
وفي حين تحدثت مصادر إعلامية أن المؤهل أول غسان عجاج تعرض للإغتيال على خلفية عمله في شعبة المعلومات وأن عملية قتله هي عملية إرهابية ورسالة للشعبة، لافتة إلى أن ما حصل لن يثني الشعبة عن مواصلة ملاحقتها للإرهابيين إلى أي جهة إنتموا.
وأوضحت هذه المصادر إن عجاج كان عائداً إلى منزله في مرياطة بعيد الحادية عشرة ليلاً عندما أقدم مجهول على إطلاق رصاصة واحدة من رشاش كلاشينكوف باتجاهه من بعد عشرة أمتار واخترقت زجاج سيارته وأصابته في رأسه ما أدى إلى مقتله على الفور.
وتتواصل التحقيقات في مقتل المؤهل أول غسان عجاج لكشف الملابسات من خلال جمع الأدلة والإستماع إلى بعض الإفادات وجمع أفلام كاميرات مراقبة من المنطقة كما أنها تطال قضايا عمل عليها عجاج بعضها أمني وبعضها الآخر غير أمني.
وفي معلومات خاصة بـ"لبنان الجديد"، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد أدخل قوى الأمن في المواجهة بعد العملية الأخيرة في سجن رومية التي يعتبرها خرقاً للخطوط الحمر التي كانت تشكل حاجزاً هشاً يحول دون وضع هذه القوى في إطار العداء المباشر.
ومن هنا فلم يعد مستبعداً تعرض العناصر الأمنية إلى محاولات استهداف متنوعة، من الاغتيال إلى الاختطاف أو الاستهداف في المراكز والآليات.
خلاصة الموقف:
دخل لبنان العاصفة الإقليمية، أو أن العاصفة قد وصلت إليه، فالفرق ضئيل من حيث النتيجة، وكلما أغرق "حزب الله" في التورط سورياً، كلما ارتفع منسوب التسرب "الجهادي" إلى الداخل اللبناني، في حرب يوضع فيها الجيش اللبناني واجهة لتلقي الضربات، ويتم الاستثمار السياسي من خلالها بعيداً عن البحث الجاد عن سبل المواجهة الفعالة للأزمة وأسبابها.