يشكل الجيش العمود الفقري لبناء الوطن. وهو المؤسسة الوحيدة التي تشكل الضمانة التي يمكن الرهان عليها لتأمين الأمن والاستقرار في البلد. فألى مهمته الأساسية النبيلة حماية الحدود الجنوبية من العدو الإسرائيلي التقليدي والاستنفار الدائم للتصدي ﻻي عدوان محتمل تضاف مهمة لا تقل خطورة وهي التصدي للجماعات الإرهابية التي اتخذت من سفوح الحدود الشرقية اوكارا لها ومراكزا لاختراق السيادة الوطنية بالاغارة على قرى حدودية وشن هجمات على مواقع الجيش اللبناني بغية احتلالها وقتل وأسر من فيها.
على ان المسؤولية الأكثر إثارة للجدل والتي ألقيت على عاتق المؤسسة العسكرية (الجيش ) هي حفظ الإستقرار الداخلي وأمن المواطن مع وجود مربعات أمنية تقع تحت سيطرة قوى الأمر الواقع وتحولت إلى ملاجيء آمنة لحماية بعض الفارين من وجه العدالة والخارجين على القانون في ظل انقسام سياسي حاد بين افرقاء الصراع مشحون بمخزون كبير من التوتر المذهبي والطائفي ارخى بتداعياته السلبية على مهمة الجيش لجهة المحاذير من مغبة اقتحام هذه المربعات بحثا عن مطلوبين ومتهمين بجرائم على كافة المستويات مما أضفى على مؤسسة الجيش صورة العاجز عن قيام بمهمته الأمر الذي نال من معنويات هذه المؤسسة وجعلها عرضة لبعض الانتقادات من هنا ومن هناك.
هذه التحديات الكبيره والمهمات الجسام الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية تفرض على القوى السياسية داخل كل المؤسسات وبكل تنوعاتها وتلاوينها الطائفية والحزبية ان تشكل البيئة الحاضنة لها والسعي بكل ما أتيح لها من مقومات القوة والنفوذ تأمين المستلزمات والمعدات العسكرية المطلوبة للقيام بكامل واجباتها والوقوف بوجه كل من يريد بالبلد شرا وكي ترقى إلى مستوى التحديات الخطيرة ألتي تواجهها.
واذا كان الشعب اللبناني بكل أطيافه وعلى اختلاف انتماءاته السياسية والحزبية يقف خلف جيشه الوطني ويشكل قوة داعمة ومساندة له فإن الطبقة السياسية لا تزال غارقة في مستنقع النزاعات التافهة التي تساهم في إضعاف مؤسسات الدولة وتعطيلها وتتطلب من الجيش ما يخدم مصالحها الخاصة الضيقة ومشاريعها الفئوية على حساب المشروع الوطني الكبير.
إلا انه مع كل الوهن والضعف والترهل التي تعاني تعاني منها الدولة ومع استمرار الفراغ الرئاسي ومع انهماك السياسيين بكل هذه الصغائر والترهات ومع كل الضغوط والابتزاز فقد أثبت الجيش اللبناني عن تماسكه وقوته وأنه يشكل المظلة التي تحمي البلد من المخاطر ألتي تتهدده.
لذا فالمطلوب الإسراع في دعم الجيش وتقويته ليس عددا فحسب بل عدة وعتادا. فلم يعد من الجائز إبقاء الجيش بعدده الحالي او من دون أسلحة متطورة وملائمة لمواجهة الإرهاب واسرائيل التي جددت التلويح برد انتقامي في حال سمح لمقاتلي حزب الله شن هجوم على جيشها من أراضيه................