بينما انطلقت طائرة وزير الخارجية الإيراني من مطار زيوريخ متجهة نحو الرياض لتقديم العزاء، تصدر خبر موت الملك عبد الله بن عبد العزيز عناوين الصحف الإيرانية، المحافظة منها والإصلاحية، بالرغم من الفرح البشع الذي أبداه بعض الصحف المحافظة المتشددة، بموت الملك السعودي، وسبق إغلاق احداهن قبل أسبوع من موت الملك، على تمنيه موت الملك عبد الله بفارغ الصبر، إلا أن أغلبية الصحف، تناولن الموضوع بأدب واحترام وموضوعية.
توقعت صحيفة خراسان المحافظة أن يتجه المسار السياسي في المملكة السعودية بعد غياب الملك عبد الله نحو التشدد والتقرب من الولايات المتحدة أكثر من السابق، وأن إقصاء الشمريين من القصر الملكي وصعود السديريين على العرش، يمثل خسارة للاعتداليين، حيث أن الملك سلمان، أكثر محافظة وأكثر تقرباً من الوهابيين، وسيقود القصر نحو تطرف أكثر.
ويشير المقال إلى نزعة الملك عبد الله الإصلاحية، التي انطلقت منذ صعوده على العرش، ولكنها لم تستمر.
وترى صحيفة كيهان المتشددة، أن يكون إبعاد متعب بن عبد الله، واستبداله بنجل الملك الجديد، بداية لنقاشات وصراعات جديدة داخل العائلة المالكة.
وعنونت صحيفة دنياي اقتصاد " ارتفاع سعر النفط الضئيل بعد موت الملك عبدالله"، اشارت فيها إلى رايين، الأول يرى بأن موت الملك سيؤدي إلى تغييرات في سياسة المملكة النفطية، نتيجة فقد علي النعيمي وزير النفط السعودي أكبر سند له، أي الملك عبد الله، وحيث أن الأزمة النفطية الجديدة، أنتجها علي النعيمي، سيتوقع السوق، تغيير السياسات النفطية، للسعودية في ظل التعيينات الجديدة.
ولكن في المقابل هناك من يرى بأن السياسة النفطية السعودية لن تتغير حتى بتغيير وزير النفط، وأن مصالح السعودية الإستراتيجية، تتطلب انتهاجها، متلائماً مع إرادة الولايات المتحدة التي تنتعش اقتصادها بسبب هبوط أسعار النفط، إلى حد كبير.
ويتوقع رضا زندي خلال مقاله الذي نشرته صحيفة اعتماد الاصلاحية أن يتعزز موقع عبد العزيز بن سلطان، في العهد الجديد، في مجال النفط والسياسات النفطية، حيث يعتبر أنه هو اللاعب السياسي للنفط السعودي.
ويرى زندي بأن السياسة السعودية النفطية ستؤدي إلى الفشل بحال استمرار الولايات المتحدة في إنتاج النفط الصخري، بالرغم من هبوط أسعار النفط الطبيعي، حيث أنه سيؤدي إلى انهيار الذهب الأسود.
وأما خارج مجال الصحافة والسياسة، هناك جماعات سلفية شيعية في إيران كما البلدان العربية، ترى بأن موت الملك عبد الله، علامة من علامات ظهور الإمام المهدي، استناداً إلى رواية تربط بين موت عبد الله وظهور الإمام المهدي، ولكنها لن تتعدى جماعات صغيرة، غير مدعومة من النظام وبل معارضين له.
يبدو أن الإيرانيين، بعد وفاة الملك عبد الله واستخلاف الملك سلمان، لا يتوقعون حصول تغيير مهم في العلاقات الثنائية، أو في سياسات السعودية الإقليمية، سواء فيما يتعلق بسوريا أو البحرين، أو سياستها في مجال النفط، الذي هبط سعره إلى تحت سعر الماء بكثير، ومياه العلاقات الثنائية الإيرانية السعودية، تبقى عكرة، حتى ارتفاع سعر النفط، عن سعر الماء.