يمكن أن نشبّه اجتماع ليل أمس للمكاتب الحزبية التربوية في مقر التيار الوطني الحر بأنه ليل القضاء على العمل النقابي في لبنان. فالأحزاب السلطوية اتخذت قرارها بضرب رابطة التعليم الثانوي وذلك من خلال فرض المحاصصة الحزبية على انتخابات الهيئة الإدارية وتهميش النقابيين والمستقلين الذين كان لهم الدور الأبرز في تحريك الشارع والمطالبة بحقوق الموظفين في القطاع العام ولاسيما قضية سلسلة الرتب والرواتب.
وكشفت المعلومات أن التوافق بين الأحزاب حصل على خلفية ما يمثله كل طرف. فمثلت الأطراف الأساسية بمندوبين لكل حزب، لكن الحزب الشيوعي رفض هذه التركيبة لأنها غيّبت المستقلين، وكذلك خرج رئيس الرابطة الحالي حنّا غريب من هذه المحاصصة ورفضها باعتبار أنّها تؤدي الى ضرب العمل النقابي الحر ويصبح قرار الرابطة بالتحرك من اجل المطالب مرهوناً بأهواء هذه الأحزاب وعلاقتها مع الحكومة...
إذاً فهناك معركة حاصلة وواقعة بين المستقلين وهذه الأحزاب السلطوية فالمستقلون يرفعون شعار الحفاظ على الرابطة بعيداً عن التجاذبات الحزبية والسياسية وهم يقدمون شاهداً واضحاً على ذلك متمثلاً بالإتحاد العمالي العام الذي غاب دوره وفعاليته منذ انضوائه تحت رحمة أحد الأحزاب الفاعلة في السلطة. ويرى المستقلون أنّ رابطة التعليم الثانوي هي المستهدفة في هذه المحاصصة الحزبية إذ يراد تدجينها وإسكات صوتها خصوصاً أن الأحزاب الممثلة في الحكومة سوَّفت وماطلت حتى لا تقر المطالب المحقة للموظفين...
إذاً غداً انتخابات حامية الوطيس والمطلوب من الأساتذة الثانونيين أن يقولوا كلمتهم ولا يخدعوا بهذه الصيغة المطروحة وهل يعقل أن تتحرك هذه الأحزاب ضد الحكومة للمطالبة بحقوق الموظفين وهم ممثلون في هذه الحكومة؟ ومتى كان العمل النقابي مرهوناً لأحزاب السلطة؟ ولتكن أصوات الأساتذة غداً حرّة كما نعرفها حتى لا تضيع الحقوق ونستيقظ في الصباح لنجد أنّ رابطة التعليم الثانوي وقد وضعت في زنزانة الأحزاب السلطوية.
وأما موضوع السلسلة فإن مصادر الأحزاب تربطه بانتخابات رئيس للجمهورية أو كما قال احدهم إنّ ملف السلسلة مرتبط بالملف النووي الإيراني!
إذا هناك فيتو على حنّا غريب وعلى تمثيل المستقلين. تْرى مَن اتخذ قرار إقصاء حنّا عن الرئاسة؟ وهذا الأخير سيعقد يوم غد مؤتمراً صحافياً يعلن فيه لائحة تضم المستقلين والنقابيين في مواجهة لائحة أحزاب السلطة التي قررت التهام رابطة التعليم الثانوي المشهود لها بجرأتها وصدقها مع ناسها لذا فاليوم مطلوب رأسها على مائدة حيتان المال ومائدة من لم يشبعوا بعد من سرقة الشعب اللبناني.