تبدي مصادر فلسطينية مطلعة تخوفها ان يشهد العام 2015 تطورات دراماتيكية على صعيد القضية الفلسطينية تؤدي الى قيام العدو الصهيوني بمحاصرة او تصفية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) تمهيدا لعودة القيادي الفلسطيني محمد دحلان لتولي قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح.
وتوضح المصادر معطياتها بالقول: انه رغم كل ماقام به ابومازن من جهود خلال السنوات الماضية من اجل استمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني والتوصل الى تسوية شاملة بشأن القضية الفلسطينية،فان هذه الجهود وصلت الى الحائط المسدود ولم تحقق اي تقدم ولو بطيء، وهذا ما اعلن عنه ابو مازن مؤخرا خلال اجتماعات الجامعة العربية في القاهرة، ولذلك اضطرت السلطة الفلسطينية للجوء الى مجلس الامن لاعلان الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال ومن ثم الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية والتي تتجه لفتح تحقيق في جرائم الكيان الصهيوني في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وتتابع المصادر الفلسطينية: رغم عدم موافقة مجلس الامن على القرار العربي لانهاء الاحتلال فان هذه الخطوة وخطوة الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية قد ازعجت الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني وبدأت الحكومة الصهيونية وبدعم اميركي اتخاذ سلسلة خطوات للتضييق الامني والسياسي والمالي ضد السلطة الفلسطينية مما قد يمهد لبدء محاصرة ابو مازن في مقره في رام الله في خطوة شبيهة بما جرى للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عندما تمت محاصرته في مقره ومن ثم اغتياله عبر عملية التسمم.
وتضيف المصادر الفلسطينية : بموازة ذلك تقوم بعض الدول العربية بدعم نشاطات القيادي الفلسطيني المعارض لابو مازن محمد دحلان والذي يتنقل بين عدد من هذه الدول ويحظى بدعم سياسي وامني واعلامي ومالي كبير، ويقوم دحلان وانصاره بتوزيع المساعدات المالية والاجتماعية في قطاع غزة والضفة الغربية وفي عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان اضافة لتعزيز نشاطاته السياسية والتنظيمية في بعض الدول العربية كمصر والامارات العربية المتحدة.
كما قام بعض انصار دحلان في لبنان بتنفيذ عرض عسكري في مخيم عين الحلوة واعلنوا انهم يعملون لاستعادة قيادة حركة فتح ممن يسيطر عليها الان.
ورغم ان الاوساط القيادية في حركة فتح والقريبة من رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن تؤكد ان دور انصار دحلان في لبنان والمنطقة وفي فلسطين لا يشكل اي خطر على قيادة فتح والسلطة الفلسطينية وان اعمالهم ونشاطاتهم مكشوفة للشعب الفلسطيني، فان المصادر الفلسطينية المطلعة تبدي تخوفها من حصول تطورات سياسية او امنية دراماتيكية مما يمهد لدعم تحرك دحلان بعد انهاء دور ابو مازن في ظل عدم وجود منافس قوي لدحلان بين قيادات فتح والسلطة الفلسطينية مما يحقق للصهاينة والاميركيين مشروعهم في تصفية القضية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وتحويلها الى مجرد اجهزة امنية تعمل لصالح العدو الصهيوني.
قاسم قصير