رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أنّ المخاوف من اندلاع حرب بين "حزب الله" واسرائيل موجودة "بعدما أثبت الحزب أنّه غير معني بالمصالح اللبنانية وينفذ أجندة ايرانية"، على حدّ تعبيره، لافتا الى ان التصاريح الأخيرة للمسؤولين الايرانيين والداعية لردّ قاسٍ وعنيف تهدد بجر البلد الى حرب. وذكّر فتفت، في حديث لـ"النشرة"، بأن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال بعد اندلاع عدوان تموز 2006 "لو كنت أعلم ان اختطاف الجنديين سيؤدي لحرب"، وفعليًا أدّى ذلك لتدمير لبنان، وسأل:
"ماذا سيحصل في حال أدّى رد حزب الله على عملية القنيطرة لحرب؟ ما الذي سيحصل في لبنان خاصة وأن الاسرائيلي هدّد أكثر من مرة بأن الرد سيكون أشرس مما كان عليه قبل 9 سنوات".
وأسف فتفت لكون "حزب الله" يعطي أولوية للمصلحة الايرانية على مصالح لبنان، لافتًا إلى أنّ اللبنانيين، ومن خلال المعادلة السابق ذكرُها، عالقون حاليًا ما بين مطرقة إسرائيل وسندان ايران.
سلاح "حزب الله" مرتبط بإيران وشدّد فتفت على وجوب أن لا يكون هناك أوهام كثيرة عند الحديث عن الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، لافتاً إلى أنّ "قرار سلاح الحزب وقتاله في سوريا غير مرتبط به بل بإيران والتصريحات الايرانية الاخيرة أكّدت ذلك بما لا يقبل الشك".
وقال: "البحث بحلول لهذه الأزمة لا يتمّ بحوارٍ ثنائي بل بحوار وطني جامع أو بتوصل "حزب الله" بقناعة معينة، وهما عنصران غير متوفرين حاليا خصوصًا وأنّه لا يمكن أن يقوم حوار وطني بغياب رئيس الجمهورية".
ولفت فتفت إلى أنّ الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" يرتكز على نقاط أخرى لجهة تخفيف التشنج المذهبي القائم واذا أمكن بذل مساعٍ لحل أزمة الرئاسة. وقال: "نحن نغتنم الفرصة للحوار بانتظار التطورات الاقليمية كي نقطف ثمار أيّ مستجدات سريعا".
حزب الله يضغط على عون للتمسك بترشيحه وتطرق فتفت لأزمة الانتخابات الرئاسية، فلفت إلى أنّ "حزب الله ينفذ في هذا الملف أيضًا أجندة ايرانية، وإلا كان عمد إلى تسهيل عميلة الانتخاب"، وقال: "بتنا على يقين أكثر فأكثر بأنّ المشكلة ليست عن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بقدر ما هي عند "حزب الله" الذي يمارس عليه ضغوطا للتمسك بترشيحه الذي لا نعتقد انّه ينم عن قناعة شخصية".
وأشار فتفت إلى أنّ الايرانيين يضغطون من خلال عون لابقاء ورقة الرئاسة اللبنانية بيد يديهم لاستخدامها في مرحلة التفاوض القائمة حول ملفهم النووي. وأعرب فتفت عن أسفه العميق لكون الانطباع السائد يشير إلى أنّ كلاً من لبنان وسوريا باتا تحت الوصاية الايرانية.