لم تستهدف الغارة الإسرائيلية على القنيطرة السورية تجمعًا لـ"حزب الله" فحسب، بل طال القصف مساعد قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ويُدعى محمد علي الله دادي الذي كان برفقة 6 إيرانيين قتلوا معه. وفيما أعلن الحرس الثوري في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أنّ "عددًا من مقاتلي وقوات المقاومة الاسلامية مع الجنرال محمد علي الله دادي تعرضوا لهجوم بمروحيات النظام الصهيوني أثناء تفقدهم منطقة القنيطرة"، واصفًا دادي بـ"الجنرال الشجاع"، نعى "حزب الله" 7 شهداء سقطوا في الجولان، بينهم جهاد مغنية نجل الشهيد عماد مغنية.
وفرض الحدث نفسه على الساحتين السياسية والشعبية، وكثرت التحليلات عن تداعيات الغارة، خصوصًا وأنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أكّد في "حديث العام" أنّ الحزب سيردّ على أي استهداف إسرائيلي، ما يثير المخاوف حول حصول أي تطور سلبي على الحدود الجنوبية. وهذا ما أكّدته صحيفة "السفير" نقلاً عن أوساط قريبة من "حزب الله" بأنّ "الرد حتمي على الإعتداء الإسرائيلي، لكن الحزب لن يتصرف بانفعال وإرباك، وهو سيأخذ الوقت الذي يراه مناسباً لتحديد الخطوة الآتية بهدوء وحزم، وهذا ما عكسه البيان الصادر ليل أمس عن الحزب، والذي اكتفى بنعي الشهداء، تاركاً باب التأويل مفتوحاً".
وأشارت الأوساط إلى أنّه "إذا كانت المقاومة قد ردّت على استشهاد أحد مقاوميها في عدلون بعميلة نوعية في شبعا، فإنّ استهداف ستة من كوادرها وعناصرها في القنيطرة سيلقى ردّاً موجعاً وغير نمطي بحجم الإستهداف، لكنّه على الأرجح سيكون مضبوطاً تحت سقف عدم الإندفاع إلى حرب شاملة، مع الإستعداد لأسوأ السيناريوهات في حال تهوّرت إسرائيل، وقررت خوض مغامرة غير محسوبة.. ما بعد حافة الهاوية".
توازيًا، لفت مصدر لصحيفة "النهار" إلى أنّ "اتصالات جرت مساء أمس، شارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمّام سلام والنائب وليد جنبلاط، من أجل تدارك تداعيات الغارة الإسرائيلية، فيما من المتوقع أن تشمل الإتصالات إيران لهذه الغاية".
(وكالات)