ما الذي ينتظر لبنان في الأيّام والأسابيع المقبلة على الصعيد الأمني؟ وهل باستطاعة لبنان وأجهزته الأمنية الإنتصار مجدداً على الإرهاب التكفيري ورصد تحركاته وتوجيه ضرباتٍ استباقية له؟
فبعدما تنفّس لبنان الصعداء وانجلاء العاصفة الثلجية التي فرضت نفسها على الأخبار المحلية والإقليمية والدولية، جاءت العمليتان الإنتحاريتان في جبل محسن لتعيدَ خلط الأوراق مجدداً من الناحية الأمنية، وما انكشاف السيارة المفخخة في عرسال والإنتحاري الثالث (النابوش) وغيره إلا دليل على دخول لبنان في عواصف أمنية صعبة ومخيفة ومقلقة... فالأجهزة الأمنية مستنفرة على الحدود الشرقية وفي الشمال والبقاع والجنوب وتحديداً في مخيم عين الحلوة الذي لجأ إليه الإرهابي شادي مولوي ومَنْ معه متخذين من المخيم درعاً وساحةً لتوجيه العمليات الإرهابية في أكثر من منطقة في لبنان وذلك بهدف تخفيف الضغط عن المجموعات المسلَّحة في القلمون وجرود عرسال وتشتيت عيون الأجهزة الأمنية التي نجحت أكثر من مرّة في ضرب الإرهاب في أوكاره ومخابئه...
من هنا، فإن الأجهزة الأمنية اللبنانية تأمل تعاوناً فعالاً من قبل القوى والفصائل الفلسطينية داخل المخيم لتخليص أهل المخيم ولبنان من هذا الشر الذي أتى إليهم على حين غرّة إذ ليس من مصلحة هذه الفصائل والأهالي داخل المخيم أن يجرّ المولوي وغيره الويلات عليهم ويعرضون المخيم الى ما لا يحمد عقباه فما زالت تجربة مخيم نهر البارد ماثلة أمامهم وما جلب الإرهابيون الذين اعتدوا على الجيش من ويلات ومصائب على القاطنين هناك..
وتتحدث مصادر من داخل المخيم ان الإجتماعات هناك بين الفصائل الفلسطينية هي مستمرة على مدار الساعة من أجل تجنيب المخيم أيّ هزات أمنية خصوصاً بعد ورود معلومات عن احتمال القيام بعمل ما ضد المولوي وجماعته... هذا في عين الحلوة أما الخطر الآخر فهو يتمثل من جبل الشيخ والقنيطرة حيث يعمل المسلحون الإرهابيون هناك تحت إمرة الإحتلال الإسرائيلي والتنسيق بين الجانبين هو على قدم وساق فهل يقدم هؤلاء على فتح هذه الجبهة لإشغال الجيش والقوى الأمنية وإلهائها عن القيام بمهماتها وملاحقة الإرهابيين والإنتحاريين المحتملين؟
الأيام القليلة القادمة ستكشف مدى قدرة هؤلاء وهل باستطاعتهم ليَّ ذراع القوى الأمنية اللبنانية؟ أم أنّ للقوى الرسمية اللبنانية كلاماً آخر سيفاجئهم؟