العملية الاسرائيلية التي استهدفت موقعا لحزب الله في القنيطرة وادت لاستشهاد ستة من كوادره ومجاهديه هم القائد محمد عيسى وجهاد عماد مغنية وغازي الضاوي وعباس حجازي وعلي حسن ابراهيم ومحمد علي حسن ابو الحسن ليست عملية تقليدية بل هي عملية استراتيجية واستباقية وقاسية يوجهها الكيان الصهيوني لحزب الله.
فهذه العملية اتت بعد ايام قليلة على المواقف التصعيدية التي اطلقها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للكيان الصهيوني من انه سيتم الرد على اي قضف صهيوني لسوريا، فقام الجيش الاسرائيلي بقصف موقع لحزب الله في داخل سوريا واسقط عدد من الشهداء القياديين للحزب.
كما ان هذه العملية اتت في اليوم الذي بدأت فيه المفاوضات بين ايران ودول 6+1 في فيينا حول الملف النووي وفي ظل معطيات مؤكدة عن وجود تقدم كبير في المفاوضات.
وثالثا جاءت العملية فيما تجري الاستعدادات الحثيثة لبدء حوار جديد بين الحكومة السورية والمعارضة السورية في موسكو وعشية الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني.
وكل هذه المعطيات تشير الى ان رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو يستدرج حزب الله وسوريا وايران الى حرب واسعة وشاملة تؤدي الى تغيير كل الاجواء التسووية في المنطقة.
ففي حال رد حزب الله بقوة على العملية فان ذلك سيدفع المنطقة نحو حرب شاملة، وبالمقابل فان الحزب لا يستطيع السكوت عن هذه العملية وعدم الرد القاسي لان ذلك يعيد زمام المبادرة للكيان الصهيوني ويسقط مصداقية قيادته وهذا ليس من عادة الحزب.
اذن فان حزب الله امام خيارات صعبة ودقيقة ولذلك اكتفى في بيان النعي بالاعلان عن اسماء الشهداء بانتظار التشييع وان كان الرد لا يمكن ان ينتظر كثيرا.
نحن اذن امام تطور خطير في المواجهة بين حزب الله وحلفائه من جهة وبين الكيان الصهيوني من جهة اخرى وكل الخيارات والاحتمالات مفتوحة .
قاسم قصير