في الوقت الذي يتابع خلاله اللبنانيون جلسات الحوار التي انطلقت بين حزب الله وتيار المستقبل واللقاء المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون و رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بالكثير من التفاؤل والأمل بإعادة رسم المشهد السياسي في جو من الاستقرار والهدوء بعيدا عن ضجيج الحملات الإعلامية المتبادلة والاتهامات التي تزيد من منسوب الشحن المذهبي والنفخ في نار الفتن الطائفية والحزبية والسياسة جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير خلال مقابلته التلفزيونية على محطة الميادين وتناوله وضع المعارضة البحرينية حيث وصف السلطات في البحرين بالصهينة وتوجيه الاتهام إلى المملكة العربية السعودية بالتخاذل وصرف النظر عن المساهمة في إيجاد الحلول الناجعة للأزمة التي تتفاعل يوما بعد يوم بين النظام والمعارضة في البحرين. هذا الكلام فتح الباب لنشوء أزمة بين لبنان والدول العربية وخصوصا الدول الخليجية وقد أفضى إلى استصدار مشروع قرار صادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول العربيه في الجامعة العربيه يتضمن إدانة صريحة لتصريحات أمين عام حزب الله واعتبارها تدخلا سافرا وغير مقبول في شؤون البحرين الداخلية كما أعتبر كلامه تحريضا على العنف في مملكة البحرين ويتعارض مع كافة الاعراف والمواثيق الدولية والإنسانية. واستمرت مفاعيل الأزمة العربية التي تسببت بها مواقف السيد نصرالله حاضره في مجال المعالجات الداخلية على ضوء مخاوف من إمكان انعكاساتها الواسعة على الرعايا اللبنانيين في بعض دول الخليج حيث بادر رئيس الحكومة تمام سلام إلى إصدار بيان أوضح فيه ان ما صدر بحق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للبنان الحريص على عدم التدخل في شؤون اي دولة. وأكد حرصه على العلاقات الأخوية بين لبنان ومملكة البحرين.
وقال في تصريح له ان مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة في الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء يجب إلا تكون مبررا لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية او بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة او صديقة.
وأضاف أن الموقف الرسمي اللبناني تعبر عنه حكومته وأن لبنان حريص على عدم التدخل في شؤون اي دولة فكيف الحال إذا كانت هذه الدولة دولة عربية مثل البحرين. ومن المتوقع ان تتحرك الدبلوماسية اللبنانية من اجل تأكيد موقف لبنان الرسمي وعرضه على المراجع العربية.
وعلى المستوى الداخلي فإن كلام السيد نصرالله قد يشكل فرصه مناسبة لبعض الصقور في تيار المستقبل ممن كان لهم موقف اعتراضي على الدخول في الحوار مع حزب الله واتخاذه مبررا لاستعادة الحروب الإعلامية واتهامات حزب الله بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية واللعب على الوتر المذهبي مما قد يعيد عقارب الزمن إلى الوراء........