كأنه كتب على مخيم عين الحلوة ان يبقى دوماً في دائرة الضوء، وان يستمر سكانه والجوار في العيش تحت وطأة الخوف والقلق والتوتر. مجدداً عادت الانظار تتركز على عين الحلوة، انطلاقا مما كشفه أخيراً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن وجود ارهابيين مطلوبين في المخيم، وعلاقتهم بتجنيد انتحاريين، ومن خلال ما كشفه الموقوف بسام النابوش لمخابرات الجيش عن وجود شبكة انتحاريين بعضهم على تواصل مع المطلوب الفار شادي المولوي الذي تعتقد انه متوار فيه. ورغم اصرار غالبية القوى والمرجعيات في عين الحلوة على عدم علمها بوجوده وغيره من المطلوبين للدولة اللبنانية، كان لافتا كلام احد ابرز مسؤولي التيارات الاسلامية المتشددة في المخيم الشيخ اسامة الشهابي الذي وصف المشنوق بأنه "ملعون"، متهماُ إياه بأنه "هاجم سجناء رومية العزل بالدبابات والسلاح... وهذه جريمة"، ووعد "برب الكعبة" اخوانه في سجن رومية "بالفرج القريب".
كذلك اشاد بالهجوم على الصحيفة الفرنسية "شارلي ايبدو"، معتبراً منفذيها "مجاهدين" ومباركا فعلتهما. وأكدت "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" إثر اجتماعها أمس في مقر "القوة الامنية" في المخيم برئاسة قائد "الامن الوطني الفلسطيني" صبحي ابو عرب، ان المخيم "لن يكون تحت اي ظرف، عامل إخلال بأمن الجوار"، وأنها "لم تتلق من الاجهزة الامنية اللبنانية اي معلومات تفيد أن للمخيم علاقة بما حدث من تفجير في جبل محسن، او ان يكون احد ممن قام بهذه الاعمال المدانة له صلة به".
و استغربت تصريحات وزير الداخلية "رغم اتفاق سابق على عدم معالجة اي قضية امنية او التعامل مع اي معلومة امنية تخص الوضع الفلسطيني عبر الاعلام، لأن من شأن ذلك ان يؤجج الوضع ويؤثر سلبا على العلاقة اللبنانية - الفلسطينية".
وطالبت بـ"تحسين اوضاع سجناء رومية وتطمين اهاليهم عبر السماح لهم بزيارتهم"، مؤكدة العمل على "التواصل مع المعنيين لمعالجة اوضاعهم الانسانية واطلاق الابرياء منهم".
وكان ابو عرب جدد نفيه وجود الفارين شادي المولوي واسامة منصور في المخيم، ووزع مكتبه الاعلامي بيانا اعلن فيه "ان لا معلومات امنية داخل المخيم تشير الى وجودهما، خلافاً لما تشيعه وسائل الاعلام".
وأشار الى "أننا تلقينا تصريحات معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق باهتمام، وشكلنا لجنة مصغرة من اللجنة الامنية الفلسطينية المشتركة لمتابعة هذه المعلومات، الا انني اؤكد عدم وجود هذين الشخصين في المخيم ولن نسمح بدخولهما او بدخول غيرهما".
كذلك لفت المكتب الاعلامي للمسؤول السابق عن "الكفاح المسلح" محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، المحسوب على المسؤول الفلسطيني محمد دحلان، الى "اننا كنا سباقين الى إدراك حجم المخاطر التي تتهدد قضيتنا، ورفعنا الصوت عاليا وقمنا بما يمليه علينا واجبنا الوطني، وتولدت لدينا اقتناعات بأن الحل لا يكون بالحسم الأمني وحده، وان كان من ضرورة لتعزيز قوانا لتشكل رادعا يمنعنا من الانزلاق الى ما نكرهه لأهلنا ومخيماتنا .
المطلوب ايضا تحصين الامن الاجتماعي والعمل على اعادة احياء لجنة الحوار الفلسطيني - اللبناني وتفعيلها، رغم اقتناعنا بوجود شريحة لم تصل بعد الى درجة الوعي الوطني المطلوب على قاعدة المصالح المشتركة والعمل على تأمين الحاجات الضرورية لشعبنا بالتوازي مع تحصين المخيمات أمنياً".
(احمد منتش)