توقفت مصادر حكومية لبنانية عند كلام نقل عن مصدر فرنسي مسؤول مفاده أن زيارة مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو لطهران لم تسفر عن أي نتيجة لأنّ "الموقف الايراني لا يزال يربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والوضع في سوريا" وأن طهران ابلغت جيرو انها لا يمكنها الضغط على "حزب الله"، و"على اللبنانيين أن يتفقوا". وكان المسؤول الفرنسي زار المملكة العربية السعودية قبل أيام حيث التقى عدداً من المسؤولين وكذلك التقى الرئيس سعد الحريري، في أعقاب الزيارة التي قام بها (جيرو)، لايران.
وبينما لاحظت مصادر مواكبة في الموقف الايراني "تراجعاً عن مواقف سابقة" أشارت الى أن الموقف السعودي لا يزال مؤيداً التوصل الى رئيس توافقي في لبنان" وأن باريس "ماضية في مساعيها بشأن الملف الرئاسي اللبناني مع جميع الاطراف الاقليميين والداخليين".
وبدا واضحاً ان الموقف الايراني الذي كشف عنه "مصدر فرنسي مسؤول" قبل يومين (في جريدة "الحياة") لم يقنع المصادر الحكومية اللبنانية ولاسيما القول ان طهران لا يمكنها الضغط على "حزب الله".
وأكدت هذه المصادر لـ"النهار" أن في استطاعة طهران فعل الكثير في إطار مساعدة لبنان - و"حزب الله" مكون أساسي من مكوناته السياسية والنيابية - على الخروج من مأزق استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، سواء عبر الحزب نفسه، أو عبر حلفائه المحليين والاقليميين، معتبرة عبارة "على اللبنانيين أن يتفقوا" كلاماً ديبلوماسياً "سمعنا منه الكثير في مراحل سابقة من اطراف آخرين في المنطقة"، وذلك في إشارة واضحة الى مواقف سورية غالباً ما كانت تختصر بأن "دمشق مع كل ما يتفق عليه اللبنانيون"، في حين أن الموقف الحقيقي يكون مع طرف معين في معظم الحالات...
ولئن يكن الموقف الايراني قد عبر عن الواقع في شقة الأول، وهو الربط بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والوضع في سوريا، فإنه لم يحمل جديداً، إذ أن الوضع لا يزال على حاله في ظل المراوحة الناجمة عن هذا الواقع والضغوط على اختلافها.
ومن خلال مواقفه الداعية تكراراً الى انتخاب رئيس للجمهوية في أسرع وقت، يبدو رئيس الحكومة تمام سلام مقتنعاً بأن في استطاعة اللبنانيين ان يتفقوا ولكن إن هم أرادوا، بعيداً من الحسابات السياسية المحلية والاقليمية!