تفاجأ الكثير من المراقبين باللهجة التصعيدية التي اعتمدها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته الاخيرة مع قناة الميادين والتي كشف فيها عن امتلاك الحزب لصواريخ فاتح 110 وان الحزب هو جزء من محور المقاومة ولذلك يعتبر ان اي هجوم على سوريا هو هجوم على هذا المحور ولذا سيتم الرد على هذا الهجوم في التوقيت المناسب وبالشكل المناسب.
والملاحظ ان تصعيد السيد نصر الله جاء في وقت تسير فيه المفاوضات في اكثر من اتجاه ، فوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يلتقي بوزيري خارجية اميركا وفرنسا والمفاوضات الايرانية – الاميركية – الدولية حول الملف النووي مستمرة.
وفي الشأن السوري فان الاستعدادات لعقد الحوار بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السورية في موسكو بدعم اميركي مستمرة وستعقد الجلسات الاولى في النصف الثاني من هذا الشهر وقد بدأت الاتجاهات الغربية والاقليمية والعربية تجاه دور الرئيس بشار الاسد تتغير مما قد يمهد لاتفاق ما بالشأن السوري.
وفي لبنان فالحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وبين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مستمر وبموازة ذلك هناك جهود فرنسية – ايرانية – سعودية للبحث عن رئيس جمهورية فيما تنجح الاجهزة الامنية في السيطرة على المبنى "ب" في سجن رومية وتكتشف المزيد من الحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والحديث عن تعزيز الخطة قائم ، وكل المؤشرات تؤكد ان الاستقرار في لبنان هو حاجة دولية واقليمية وعربية.
اذن ما الهدف من التصعيد في مواقف السيد حسن نصر الله في هذه المرحلة؟
قد يكون الجواب الطبيعي ان هذا التصعيد هو المقدمة الطبيعية لاي اتفاق او تسوية وهو عرض للقوة في لحظة المفاوضات القائمة في المنطقة وعلى الصعيد الدولي والسوري والاقليمي واللبناني.
والملاحظ ان تصعيد السيد نصر الله قد اتى بعد ايام قليلة من انتهاء المناورات الايرانية في المحيط الهندي وبعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني الى بيروت والتي اعلن فيها ان دور حزب الله في المنطقة اقوى من بعض الدول.
كل هذه المعطيات تشير لاحتمال الدخول في تسوية شاملة في المنطقة في الاشهر المقبلة، وقد قال مستشار لرئيس حكومة سابق في مجلس خاص ان الاشهر الستة الاولى من العام الحالي ستشهد العديد من التسويات لازمات المنطقة.
فهل هو التصعيد الذي يسبق التسويات ويترافق مع المفاوضات، لانه عندما كان السيد نصر الله يعلن مواقفه التصعيدية كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف يتمشى مع نظيره الاميركي جون كيري في شوارع اوروبا وبدت حالى التناغم بينهما كبيرة جدا.
قاسم قصير