أيا تكن المناخات السياسية الداخلية والإقليمية التي تقاطعت هويات الظروف ألتي أنتجت الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وأيا تكن النتائج التي يمكن أن يفضي إليها هذا الحوار أو ألتي يتوخاها اللبنانيون منه وخصوصا وضع حد للشغور الرئاسي بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فالبلد يدخل مرحلة جديدة من البوابة الأمنية بدت مفاعيلها الإيجابية تبرز في أكثر من حدث وفي أكثر من مكان.
إذ انه بالامكان تسجيل ثلاث نجاحات لهذا الحوار تتعلق بثلاثة أمور.
الأول أنه أحدث صدمة إيجابية على الصعيدين الداخلي والخارجي بأن اللبنانيين قادرون في أسوأ الظروف على تنظيم خلافاتهم.
والثاني يتصل بالتضامن الوطني وهذا ما بدأ واضحا بعد تفجير مقهى جبل محسن في طرابلس حيث جاءت الردود كلها ومن كافة الأطراف مستنكرة لهذه الجريمة وبالتالي امتصاص النقمة واستيعاب الصدمة من الفريق المستهدف بهذا التفجير الأمر الذي أقفل اي ثغرة أمنية يمكن النفاد منها لتغيير وقائع المشهد السياسي المستقر.
أما الثالث فيتعلق بالإنجاز اللافت الذي حققته عملية سجن رومية حيث تمكنت قوى الأمن الداخلي وبمؤازرة فرق من الجيش من اقتحام المبنى الذي كان يضم أخطر خلية إرهابية من الجماعات التكفيرية والسيطرة على أفرادها وتوزيعهم على مباني أخرى بعدما كانت لسنوات عصية على الاقتحام وتم ذلك دون إراقة نقطة دم مما استدعى الإشادة بهذا الإنجاز من كافة الأطراف اللبنانية والتنويه بالدور الذي لعبه وزير الداخلية الذي أخذ على عاتقه تحمل مسؤولية هذه العملية.
لا شك في ان هذه الانجازات ستمد المتحاورين بمزيد من الاندفاع من اجل تحقيق خطوات إضافية تسهم في ترسيخ الخطة الأمنية لتشمل مناطق أخرى والقاء القبض على الفارين من وجه العدالة والمتهمين بجرائم قتل وخصوصا في منطقة البقاع.
تبقى هناك مسألة أساسية ومهمة ذلك ان المتحاورين بعدما نجحوا في توطيد الأمن والاستقرار وقرروا بقوة الوحدة الوطنية مكافحة الخلايا الإرهابية واطفاء
كل فتيل فتنه يشتعل هنا وهناك عليهم ان ينجحوا في صنع رئيس للبنان قبل أن يفرض عليهم الخارج المعني هذا الرئيس وإن كان مرفوضا من بعضهم.
وهو رفض لا يعود يقدم او يؤخر في مسار الانتخابات الرئاسية ألتي لابد منها.
والسؤال الذي يفرض نفسه. أنه إذا كان الحوار الذي بدأ بين حزب الله وتيار المستقبل والحوار المرتقب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ما كان ليأخذ طريقة على السكة لولا الغطاء الاقليمي الإيراني السعودي هل يشمل جدول أعماله بند انتخاب الرئيس ام أن هذه المسالة لا زالت مؤجلة لارتباطها بالمفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووى الإيراني.........