يعقد المصريون امالا كبيرة لعودة الروح للاحزاب المصرية التى عانت طويلا ومازالت من اوضاع هشه ومهترئة على مدى ثلاثة عقود ماضية سيطر خلالها نظام الحزب الاوحد –الحزب الوطنى المنحل- على مقدرات الحياة الحزبية والسياسية وجرد الاحزاب من مقومات المنافسة الطبيعية .
الا ان الخطوة الجادة التى بادر بها المشير عبد الفتاح السيسى رئيس البلاد -المنتخب- بدعوة جميع الاحزاب السياسية  للاجتماع به فى مقر رئاسة الجمهورية كانت بمثابة القاء حجرا فى المياة الحزبية الراكدة على امل ان تستفيق تلك الاحزاب من غفوتها وتقف امام حجم المسؤليات الكبيرة التى تنتظرها للشراكة الايجابية لمحاولة النهوض بالمجتمع المصرى وتقديم ايادى العون والمساندة لجهود حكومة المحارب المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للعبور بالبلاد من النفق المظلم وتخطى الصعاب والتحديات الاقتصادية والتى تاتى فى اولويات الرئيس السيسى اتساقا مع امال واحلام المواطن المصرى البسيط لتحقيق حياة كريمة.

وعلى سبيل الوضوح والشفافية فان موقف الرئيس السيسى من عدم اقامة حزب سياسى يتراسه او ينتمى الية مفضلا الانتماء لحزب الاغلبية والذى يضم اكثر من 92 مليون مواطن مصرى يمثلون الجمعية العمومية للدولة المصرية و ركيزتها  الاساسية  جاء بلا شك لصالح الحياة الحزبية بل يعد ضمانة اكيدة لتحقيق المساواة بين الجميع وهنا وضع السيسى بذلك التصرف الذكى جميع الاحزاب امام اختبار حقيقى فى مواجهة الشعب المصرى ولعل مبعث الدهشة فى ذات الوقت ان مصر تعج بالاحزاب السياسية والتى تجاوزت  50 حزبا  جميعها للاسف الشديد تعمل خارج الخدمة ! بل تفتقد للتواجد الحقيقى والمؤثر فى المجتمع المحلى وذلك بموجب الفشل الذريع فى تبنى برامج ورؤى موضوعية واضحة او خطط طموحة لانتشال المواطن المصرى من كبواته والانتقال به الى افاق ارحب ومن ثم فان تلك المنصات الحزبية تقف امام فرصة تاريخية اولاها اياها الرئيس حتى تعود من جديد وتدب فى اوصالها روح المشاركة الهادفة والتواجد بقوة بالشارع بجانب المواطن البسيط خاصة وان البلاد على شفا انتخابات برلمانية وشيكة لتكوين اول مجلس نيابى  يشرع لمصرويضع لها القوانين الحاكمة  بعد ثورتين عظيمتين ابهرتا العالم باسرة احداها ازاحت نظاما دكتاتوريا فاسدا جثم فوق صدور المصريين لثلاثة عقود جرف خلالها الحياة السياسية من مقوماتها الاساسية والثانية اجتثت نظاما اخوانيا فاشيا اراد بالبلاد شرا مستطيرا وجلب اليها عتاة الارهاب الاسود الذين يمارسون القتل وسفك دماء خير اجناد الارض من رجال الشرطة والقوات المسلحة ومن هنا ياتى دور الاحزاب السياسية فى تقديم مايؤكد قدرتها على استثمار المناخ الايجابى الذى اوجدته التجربة المصرية والسير فى طريق الديموقراطية والالتحام بالمواطنين والسعى لتحقيق مكاسب سياسية حقيقية على ارض الواقع بعيدا عن احراز مكاسب او مصالح ذلتية  لهذا الحزب اوذاك بدافع التنافر الحزبى ومن ثم فانه يتوجب على جميع قيادات تلك الاحزاب ادراك مسؤليتها التاريخية والادبية امام الله والشعب المصرى .