من يتابع التطورات البحرانية يلحظ ان هناك تصعيدا واضحا من قبل السلطات البحرانية ضد قوى المعارضة ولا سيما جمعية الوفاق من خلال توقيف رئيسها الشيخ علي السلمان ورئيس مجلس الشورى في الجمعية .
وبغض النظر عن الاسباب القانونية او القضائية التي تستند اليها السلطات البحرانية للقيام بمثل هذه الاجراءات فانها ادت وستؤدي الى تصعيد الاوضاع في البحرين من خلال التظاهرات الشعبية دون ان نستبعد اتجاه الامور نحو تصعيد امني مع ان قوى المعارضة تؤكد على استمرارها بالاداء السلمي بعيدا عن العنف.
وقد يقول البعض لماذا الاهتمام بقضية البحرين دون بقية القضايا في المنطقة ؟ والجواب ان الحديث عن البحرين لا يلغي الاهتمام ببقية التطورات في المنطقة وكل الملفات تحتاج الى حلول سياسية بدل الاستمرار بالتصعيد والقتال والصراع، لكن من الواضح ان قضية البحرين لا تزال تحت السيطرة نظرا لعدم تحول الصراع السياسي والشعبي الى صراع امني وعسكري رغم مضي حوالي الاربع سنوات على التحرك السلمي الاعتراضي ورغم قيام السلطات البحرانية بقمع الاحتجاجات السلمية واعتقال المعارضين والقيام بممارسات قمعية متنوعة ومنها سحب الجنسيات من المواطنين البحرانيين.
اذن الوضع في البحرين لا يزال مفتوحا على الحلول السياسية والسلمية والحوارية قبل ان يتطور الى تصعيد امني او يزداد الصراع قسوة اذا استمرت السلطات بالتصعيد، ومن هنا اهمية القيام بمبادرات سريعة لوقف هذا التصعيد والبحث عن حلول سريعة للازمة لانه اذا تم التوصل الى مثل هذه الحلول قد يساعد في فتح قنوات التواصل للبحث عن حلول للازمات الاخرى في المنطقة نظرا للترابط الشديد بين كل هذه الازمات.
ولم يعد خافيا على احد الدور السعودي الفاعل في البحرين خصوصا في ظل وجود قوات درع الجزيرة ،والتي تتبع لمجلس التعاون الخليجي وتقودها السعودية ،على ارض البحرين ولذلك يمكن للسعودية ان تلعب دورا مؤثرا في البحث عن حلول سياسية ، وبالمقابل فان المرجعيات الدينية الشيعية في لبنان او العراق او دول المنطقة قد تساعد في التواصل مع الحكومة البحرانية للبحث عن حلول للازمة، ونحن نتذكر الدور المهم الذي قام به رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الراحل اية الله الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في التوصل الى حلول سياسية على صعيد الوضع في البحرين والسعودية قبل حوالي العشرين سنة مما ادى لعودة قوى المعارضة الى البلدين وفتح المسارات السياسية.
قد يكون صحيحا ان الاوضاع اليوم اكثر تعقيدا والظروف صعبة لكن ذلك لا يمنع من المحاولة والبحث عن حلول قبل خراب البصرة.
ايها العرب والمسلمون: اليس فيكم رجل رشيد؟
قاسم قصير