من يراقب المواجهة القائمة بين الجنرال ميشال عون وقائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يمكنه أن يسجل الملاحظات التالية:
· نجاح جعجع في أيام الحرب والسلم في منع تسليم السلطة لعون وخصوصاً رئاسة الجمهورية.
· في أيام حرب السنتين بينهما استطاع جعجع عسكرياً أن يحد من طموحات عون ومنعه من أن يكون رئيساً لكل لبنان، رغم ان الأخير قد شكل حكومة عسكرية وانتهى الأمر بمغادرة عون لبنان، وسجن جعجع الذي رفض انذاك الانخراط في اللعبة السياسية الجديدة واتفاق الطائف.
· بعد انتهاء الحرب وعودة عون وخروج جعجع من السجن نجح جعجع مجدداً في إقصاء عون عن الرئاسة ومجيء قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد اتفاق الدوحة كرئيس توافقي.
· بعد دخول الاستحقاق الرئاسي أشهراً عدة استطاع جعجع مجدداً أن يحول دون وصول عون إلى سدة الرئاسة رغم ما يمتلك هذا الأخير من حيثية شعبية وسياسية.
إذا الهدف الأساسي لجعجع هو عدم وصول عون إلى رئاسة الجمهورية وهو يدرك سلفاً أيضاً أنه لن يصل هو أيضاً فقام بترشيح نفسه ليكون البديل مجدداً رئيساً توافقياً يدير الأزمة التي يمر بها لبنان. وإن لم يتراجع الإثنان فليس هناك رئيس وهذا لن يحصل ما لم يتم توافق أو تفاهم إيراني سعودي يبارك خطوات انتخاب رئيس يرضى به عون أو يكون له دور في التسمية وليس كل الدور.
من هنا يأتي الحوار بين الإثنين أي عون وجعجع ليحرك المياه الراكدة في هذا الملف على وقع التوافق الإيراني السعودي حول شخصية الرئيس المقبل.
وعندما يحين هذا التوافق سنجد حزب الله يسرع إلى عون لإقناعه بالتنازل مقابل إعطائه بعض الحصص الكبيرة في الحكومة المقبلة أو في موضوع الانتخابات النيابية إن حصلت.
فالرئيس الذي سيتوافق عليه الطرفان رئيس يدير أزمة في محاولة لتلافي الوقوع في الهاوية بل البقاء على حافتها إلى حين تنضج ظروف التسوية في سوريا...
فهل ينجح عون وجعجع في التوصل إلى ميثاقٍ يريح اللبنانيين ويرون قريباً قصر بعبدا يعجُّ بالزائرين ...؟