بدون مُقدّمات معهودة في لبنان تحركت جماعات الفهود تجاه سجن رومية لردّ وصدّ هجومات للنصرة السورية من داخل السجن ونجحت القوّات الخاصة في المؤسستين العسكريتين من الفوز والنصر على قسم داخل السجن مُخصص للمجاهدين الارهابين من فتح الاسلام الى النُصرة وداعش وتحقق بذلك فتح عظيم أعاد الأمن المفقود الى سجن يدرّ مالاً لا يُحص ولا يعد من منتفعين مسجونين لأسباب متعددة الجرائم .
لم تكن الصورة على أسوار السجن الاّ صورة حالة الدولة ودورها الوظيفي في بطولات تحدّ من شخصيّة الحكومة وتجعل منها أداة خجولة همّها أحراز انتصارات في حسابات خاسرة تدفع بالوطن المواطن في آن معاً الى التمسك بأسباب الجريمة .
حبذا لو يعيد البعض من المنتشين بقوّة الفهود فرص البحث عن وسائل أخرى تصحح خللاً واضحاً في الادارة والمعاملة والفساد والأحكام حتى لا نتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود في موضوع لا يحتاج الى عصا الأمن بالقدر الذي بحتاج فيه الى معالجات صحيّة ومالية وقضائية .
فرح من يحتاج سجله الى علامة حكومية تحسّن من شروطه في نوادي القيادة ولكنه لم يفكر بأن القوّة سبباً كافياً لا ستدراج القوّة واذا كان حوار حزب الله - المستقبل مفتاحاً للقصاص من مجرمين لطالما احتموا بخلافاتهما فان الآتي أعظم من قضية عسكريين معتقلين حالت بينهم وبين عائلاتهم سوء السياسة في ادارة ملف حرصوا على ضياعه في أدراج الرياح الاقليمية.
ان المشهد الأمني في لبنان ملبدّ بسوء استخدام الأمن نفسه وهو يستدرج عروض أكبر من العروض القائمة وقد تهب في أيّ لحظة عاصفة أمنيّة هوجاء لا قدرة لأحد في لبنان على أحتمالها ولن تكون الحوارات المفتعلى سبباً كافيّاً لوأد فتن لا تأتي كلها من الخارج ولا تولد دائماً من ريح العدو النتنة وانما قدّ تولد من رحم سياسات سلبية يظنها العابثون في السلطة أنها خيارات تريح لبنان من فوضى هندستها الطوائف الحاكمة بفعل اختلافاتها المجنونة تحت سقف اقليمي عابث بالدولة ككيان وشعب .
لا أحد في لبنان يدّعي نظافة مجرم ولكن هناك خوف من أن يدّعي الكثيرون وجود وساخة في ممارسة سياسية شلّت البلد وجعلته أسير وهم أمني يُستباح فيه حتى الهواء حتى بات اللبنانيّون في سجن أفسد من سجن رومية .
في كل يوم تزداد الحاجة الى وعي تاريخي بضرورة الخروج من عُلب الطوائف ومن دولتها التي باتت مستودع فسادها المستشري في كل شبكاتها حتى بات البحث عن جسم وطني مصدر خشية من نواطير الطوائف المتسلحة بأسلحة الدين والدنيا وسبباُ كافيّاُ لتهم الاخلال بالأمن والانقلاب على المستحيل .
ما جرى في سجن رومية انتفاضة على الذات أمّ محاسبة لمسجونين من خارج القضبان ؟