رافقت عقد المؤتمر العالمي للوحدة الإسلامية في طهران حدثين مهمين؛ الأول إقامة صلاتين منفصلتين بشكل جماعي مترافقتين في مكان واحد من قبل المشاركين في المؤتمر، واحدة للشيعة وأخرى للسنة، مما يوحي بأن الأفعال كم تبعد عن الأقول وأن تلك المؤتمرات الاستهلاكية لن يتجاوز مفعولها من اللقاءات والنزهات والجولات التي يمكن المتاجرة بها أو من خلالها آجلاً أم عاجلاً. كما يبدو أنها فرصة لإعادة العلاقات واللقاءات بين الطائفة الواحدة أكثر من أن تكون فرصة للعارف على الآخر الطائفي أو المذهبي.
وربما لهذا السبب، صرح الشيخ رفسنجاني قبل يوم واحد من عقد هذا المؤتمر، بأن مؤتمرات الوحدة لم تخرج بوحدة كما كان المتوقع.
والحدث الثاني هو منع الشرطة أهل السنة من إقامة صلاة الجمعة، عند ما حاولوا في العاصمة الإيرانية انطلاق صلاة الجمعة مستفيدين أجواء أسبوع الوحدة الإسلامية وخاصة انعقاد مؤتمر الوحدة التي شاركت فيه أكثر من 500 من الوجوه السنية والشيعية الأجنبية.
وجاءت المبادرة إلى إقامة صلاة الجمعة للسنة لأول مرة بعد الثورة الإيرانية، من قبل زعيم السنة وإمام جمعة زاهدان مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي لوضع النظام حيال أمر واقع، خاصة بعد يوم من زيارة المؤتمرين المرشد الأعلى آية الله خامنئي، التي تخللها لقاء ودي مباشر بينه وبين مولوي عبد الحميد، مما كان من شأنه أن يفتح الطريق لتحول نوعي في وضع أهل السنة، الذين يعانون من التمييز في بعض المجالات منها حرمانهم من إقامة صلاة الجمعة في العاصمة وبناء جامع فيها، خلافاً لبقية المدن الإيرانية، باستثناء مدينة مشهد التي يقع فيها مقام الإمام الثامن للشيعة علي بن موسى الرضا. فالعاصمة السياسية والعاصمة المذهبية في إيران تفتقدان جوامع للسنة والصوات الجماعية.