لمكافحة العمليات الإنتحارية التي تنفذها جبهة "النصرة " أو "داعش " أو أي تنظيم إرهابي آخر في لبنان، مطلوب وضع استراتيجية متكاملة تتركز على دعامتين: الأولى، الرصد الدقيق والثانية الإستخبار الإستعلامي المستقى من مصادره، أي أن يكون المخبرون مزروعين لدى القيادات والمخططين لأي تنظيم، والحرص على تحديث الإخباريات والحصول على المعلومات من ينابيعها.
ودلّت التحقيقات الأولية أنّ عملية جبل محسن التي أدّت الى مقتل تسعة من رواد المقهى وجرح عدد كبير منهم تعود الى حالة استرخاء المراقبة المطلوبة الناجمة عن فترة الأعياد، وقد استفاد الإنتحاريون من هذه الأجواء.
وسأل "لبنان 24" أحد خبراء مكافحة الإرهاب عن السبب في نجاح مثل هكذا مجزرة، فأوضح أنّ السبب يكمن في قلة المعلومات وإهمال متابعة الإستقصاءات والجو العام الهادىء، ودعا الى إصلاح الخلل وذلك عن طريق ِوضع استراتيجية كاملة تتضمن تدابير دائمة ورصد على مدار الـ 24 ساعة ومعلومات استخباراتية موثوقة تخضع الرقابة دائمة ولتحليل جدية المعلومات ومصداقيتها، وتدريب للمكلفين بمثل هذه المهمات تدريبًا رفيعًا ودائمًا، والى تكثيف الإجتماعات الأمنية لعرض ما تحقق من أدلة لكشف الجريمة ومنفذيها وقرائن من المسرح التي وقعت فيه أمور لا بد منها. ويرى أن التأهب الأمني في أعقاب كل عملية انتحارية هو تحرك حتمي. أما الإستراتيجية المطلوبة فهي ضرورة لاتخاذ تدابير وقائية مسبقة لمنع أي تنظيم إرهابي القيام بأي عملية من هذا النوع.
وحذّر من فصل جديد من المواجهة مع جبهة "النصرة" التي أصبحت تتدخل لمصلحة فريق من اللبنانيين وتتهم الحكومة بالتقصير في الدفاع عن أهل السنة، وأن عملية جبل محسن هي للثأر من الذين فجروا مسجدي "التقوى" و"السلام" في طرابلس لأشهر خلت. ووصف ذلك بأنه أمر خطير، خصوصًا أن الحكومة باتت رهينة هذه الجبهة الإرهابية.
ولفت الى أنّ المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية تؤشر الى سنة غير مريحة أمنيًا والى تفجيرات ستحصل، امّا عن طريق أشخاص انتحاريين أو بواسطة سيارات مفخخة أو اغتيال شخصيات سياسية أو دينية من طوائف مختلفة.
("لبنان 24")