مسلسل الحوار الذي انطلق في لبنان وبدأت حلقته الأولى بين الطرفين اللدودين حزب الله وتيار المستقبل بانتظار أن تبدأ الحلقة الثانية من الحوار المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لا يمكن فصله بأي حال عما يجري في المنطقة من إعادة لترتيب تحالفات جديدة يجري الأعداد لها من خلال حوارات تجري على قدم وساق بين أكثر من دولة عربية.
فالمصالحة المصرية القطرية التي أعقبت المصالحة الخليجية القطريه إنما جاءت على خلفية قرار عربي بإعادة التمسك بلملمة الصف العربي أولا ثم إعادة توحيد كل المواقف العربية التي تدعم المعارضة السورية المعتدلة وتوحيد الدول التي تقف ورائها بعدما تفاوتت المواقف والاهداف.
وفي هذا السياق فإن مصادر دبلوماسية ترى أن الدور المصري مطلوب في هذه المرحلة وهو يوازي الدور التركي في المنطقة ومع المعارضة السورية. بحيث أنه من المتوقع ان ينتج على الأرض مقاربة واحدة لأهداف المعارضة وتوحيد صفوفها وخطابها وتشجيعها على ان تكون جبهة واحدة تمكنها من اتخاذ موقف واحد من المبادرات التي تعرض عليها (مبادرة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا للحل في سوريا او المبادرة الروسية ).
في المنطقة العربية مرحلة من خلط الأوراق في انتظار بلورة اتجاهات الملفات الأساسية وفي مقدمتها العلاقات الأميركية الإيرانية ونتيجة المفاوضات الجارية بين الطرفين حول الملف النووى الإيراني.
وأي اتفاق ستكون له انعكاساته التي تذهب في كل الاتجاهات سيما وأن إيران تؤشر إلى الدول المعنية بأنها تريد مقابل لتوقيع الاتفاق النووى.
وبالتالي فإن الاتفاق النووى سيكون له انعكاسات على الساحة اللبنانية لجهة الاستحقاق الرئاسي مع الإشارة إلى أن الجو الدولى يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وباسرع وقت فيما كافة الأطراف اللبنانية تريد الانتخابات الرئاسية لكنها تختلف على توصيف الرئيس العتيد.
من جهتها مصادر سياسية تفيد ان الحوارات الداخلية اللبنانية تأتي على وقع الحوارات الخارجية وأن فرنسا دخلت على خط ملف رئاسة الجمهورية وأن دورها حتى الآن لا يزال استطلاعيا وأن موفدها مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو يستمر في مساعيه وسيعود إلى لبنان في وقت قريب بعد ان يكون قد استكمل زياراته الإقليمية و ربما الدولية.
ومن الطبيعي ان الولايات المتحدة الأميركية ليست بعيدة عن هذا الملف لكن تحركها ومواقفها ليست مباشرة إنما تأتي عبر أطراف في المنطقه تلافيا لحرق موقفها النهائي في المسائل التفصيلية وفي الوقت ذاته يشمل ارتياح دولي إقليمي للحوارات اللبنانية وإلى ما يمكن ان تفضي إليه من حالة من الاستقرار ووضع حد للتشنج المذهبي وتصلب في المواقف.