أن يفرد الأمين العام لحزب الله اكثر من حوالي 13 دقيقة من كلمته للحديث عن ازمة البحرين في خطاب مدته حوالي الساعة الواحدة مؤشر يدل إلى ان الهدف الأساسي من الاطلالة التلفزيونية هو البحرين وان كانت المناسبة الفعلية هي مناسبة الحديث عن الايتام وجمعيتهم “امداد الامام الخميني”، وفي أجواء ولادة رسول الإسلام محمد بن عبدلله (ص) بحسب التاريخ الشيعي.
وبمقارنة بسيطة بين ما جاء في الخطاب المذكور وما كان قد اعلنه الحزب في بيانه الذي أصدره قبل أيام قليلة بمناسبة اعتقال امين عام جمعية الوفاق البحرانية الشيخ على سلمان والذي جاء في فقرته الأخيرة دعوة واضحة هادئة للتوافق الداخلي و”لضرورة العمل لايجاد حل سياسي للازمة يرضي طموحات أبناء الشعب البحريني ويحقق التوافق الداخلي” وبين اللهجة التصعيدية التي وصلت الى حد التلميح بالتهديد كما جاء بخطاب نصر الله الأخير، ندرك سريعا ان التكليف الشرعي الإيراني قد صدر من ولي الامر لاعلان “الدفاع المقدس و”حماية مقام” المصالح الإيرانية في وجه غزوة النفط التكفيرية.
ومن المفارقة هنا هذا التشابه بين اسم الشيخ المظلوم علي السلمان وبين الشهيد المظلوم هاشم السلمان الذي سقط غدرا امام السفارة الإيرانية في بيروت والذي هو الاخر كان يمارس حقه الطبيعي بالتظاهر السلمي والحراك السلمي مع مجموعة سلمية من المواطنين ولم يلجأ هو الاخير لا الى العنف ولا الا الإرهاب، ويا ليته كان لقي نفس مصير الشيخ البحراني فاعتقل من قبل حراس السفارة الإيرانية وسجن ولم يغتال امام أبوابها وبقي ينزف حتى الاستشهاد.
ولا بد من التذكير هنا ان سماحة السيد يومها وتعليقا على “الحادثة” كان له موقف متقدم من الاستنكار والشجب والمطالبة بتسليم الجناة وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، مما يسمح لنا بالادعاء ان دفاع حزب الله المستجد وبعد فترة طويلة من نفض اليد والهدنة الإعلامية اتجاه حراك شعب البحرين الثائر وما تخلل هذه الفترة من اعتذار علني لمحطة المنار عن لا موضوعيتها في نقل الاحداث البحرينية.
وهذا كله انما كان كنتيجة للتقارب السعودي الإيراني حينها، مما يعني مرة جديدة ان حزب الله يؤكد ما هو مؤكد بان مؤشر التصعيد او التخفيض في مواقف الحزب محكوم فقط للمصالح الإيراني وان كان يُغّلف هذا الدور بالكثير من القيم الدينية مرة وبحقوق الانسان مرة اخرة لان هذه الحقوق نفسها التي يحاول الحزب امتطاءها في مقاربته للموضوع البحريني رأيناها مدرجة بدمائها امام السفارة الإيرانية عندما اقتضى الدفاع عن السياسة الايرانية ذلك.