صدر حديثاً كتاب تحت عنوان: "وعد... فرادة التجربة" وهو عبارة عن تلخيص لورشة عمل حول إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت بعد العدوان الإسرائيلي عام 2006.
يحوي الكتاب، رسالة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله لمشروع وعد، إضافة إلى كلمات في الافتتاح لحسن جشي، والدكتور محمود شرف الدين، ومحمد دندشلي، وزياد واكد، والدتور علي حجازي وسماحة السيد هاشم صفي الدين ومداخلة للمهندس لطف الله الحاج والراحل عاصم سلام. فضلاً عن أربعة جلسات: الجلسة الأولى: مداخلة لوزير محمد فنيش، كلمة للمعمار حسن سعيد جشّي والوزير الدكتور محمد سعيد كيا، والمعمار برهان قطايا. الجلسة الثانية: مداخلة للوزير علاء الدين ترّو، وكلمات للعمار عبد الرحمن النعسان، الدكتور أريك فيرديل والمهندس إيلي بصيبص. أما الجلسة الثالثة: مداخلة للوزير المهندس غابي ليون، ومن ثم كلمات للمعمار أيمن زعيتر، البرفسور سكوت بولينز، المعمار إميل العكرا. والجلسة الرابعة: مداخلة للمعمار إميل العكرا، ومن ثم المعمار الدكتور رهيف فياض، إضافة إلى الملحق.
وهنا مقتطفات من رسالة السيد حسن نصرالله: إن إنجاز الإعمار بعد الانتصار الإلهي الذي حققته المقاومة فيلبنان عام 2006م، يعد انتصاراً إضافياً، وبالتحديد ما قام به مشروع وعد لإعمار الضاحية الجنوبية، لكونه ابتكاراً خاصاً وتعبيراً عن عزم وإرادة صادقة في حمل مسؤولية إعادة الناس الشرفاء إلى منازلهم ومؤسساتهم وحياتهم كما كانت قبل العدوان في ظل ظروف سياسية شائكة ومعقدة كان يمر بها لبنان حينها. فمشروع وعد إضافة إلى كونه مشروعاً عمرانياً متخصصاً فإنه حمل في طياته أبعاداً إنسانية واجتماعية وعاطفية لتأكيد الهوية المتصلة بذاكرة آلاف العوائل من الذين أصروا على البقاء في مناطقهم، وهم بذلك أفشلوا أحد أهم أهداف العدوان الإسرائيلي وألحقوا به هزيمة أخرى.
وفي هذا المجال يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل من كل الأخوة والأخوات الذين عملوا في إدارة وتنفيذ ومتابعة مشروع وعد وأعتبر جهودهم المخلصة وصبرهم علامة فارقة ومحطة هامة من إنجازات العمل المقاوم، ويبقى كل الشكر والتحية لأهلنا الأعزاء.
وجاء في كلمة مدير عام مشروع وعد لإعادة إعمار الضاحية المهندس حسن سعيد جشي: أمل أن تكون هذه التجربة موضوع دراسة وتأمل للعاملين في مجال البناء والإعمار. إذ أن إعادة الإعمار في منطقة سكنية مكتظة، وفي ظل ظروف سياسية معقدة، وأوضاع اجتماعية ضاغطة، ووقائع قانونية صعبة طرحت العديد من الإشكالات.
وهذه الإشكالات تطلبت اجتراح حلول غير مسبوقة، لمشاكل كانت موجودة سابقاً ومتجددة لاحقاً. من هنا تأتي أهمية ورشة العمل هذه، والتي نأمل ان تأخذ بعيدها الوطني والأكاديمي.
ومن هنا، فإن هذا المؤتمر سيفتح الباب واسعاً على كل هذه التساؤلات ولا شك أن المداخلات والنقاشات والتوصيات ستشكل الإطار الناظم للأجوبة على كل ما أثير من إشكاليات على المستوى الاجتماعي والمادي والمهني..
أما رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين قال: إن الصراع لم ينته، وما زلنا في قلب المعركة والمواجهة فالأوضاع من حولنا تشهد أحداثاً وتطورات خطيرة لا يجوز التعاطي معها بخفة وأنانية، فإن من لم يتعلم كيف يكون كبيراً بعقله ومشاعره وهمته وأولوياته لن يكون له مكان بين الكبار، وأن من يستجدي الحرية والديموقراطية على فتات موائد الظَلمة والطغاة لن يجني إلا الصغار والعار، ومن لم يتعلم من كل تاريخ الحروب الأهلية والطائفية والتعصب لن يجد طريقه لبناء الدولة القادرة. فإذا كان البعض مصرّاً على إغراق بلدنا الصغير والغالي في متاهات التلهّي والعصبية والخطاب الغرائزي والتحريضي غير ملتفت إلى ما تجنيه يداه، فإننا كمقاومة مصرّون على أن نبقى نحث الخطى ونمضي قُدماً في حمل أمانة الدفاع عن السيادة الحقيقية وشق الطريق نحو بناء الدولة المستقلة والعادلة والقوية مهما كانت الصعاب، ولا عودة.