يقول رجل الدين سيد أحمد علم الهدى إمام جمعة مشهد وممثل المرشد الأعلى، إن أحمدي نجاد كان رجلاً انحرف عن الطريق ومات وانتهى، كما أنه لا يمثل تياراً. إنه وقف في وجه الولاية الفقيه، فسقط.
رغم مضي عام والنصف من انتهاء ولاية الرئيس السابق، ما زال محمود أحمدي نجاد، حاضر في أكثر من ملف، اعتباراً من الفساد المالي الذي ارتكبه حاشيته وكثير منهم يقضون فترة المحاكمة، وصولاً إلى موضوع الانتخابات النيابية المقبلة - بداية عام المقبل- التي يرى فريق أحمدي نجاد فيها فرصة للعودة إلى السلطة، تمهيداً للانتخابات الرئاسية التي سوف تعقبها بعام.
ومنذ شهور بدأ فريق أحمدي نجاد بالمشاورات للتحالف مع أطراف سياسية، متجاوزاً الخطوط الحمر، بمحاولتهم للتحاور مع التيار الإصلاحي، وقال مصدر مقرب من الرئيس السابق محمد خاتمي إن أحمدي نجاد حاول الاتصال بالرئيس خاتمي، ولكنه رفض أي شكل من أشكال الاتصال واللقاء، معرباً عن إرادة التيار الإصلاحي بمقاطعة أحمدي نجاد، ورفضه لأي التقاء معه في أي موضوع.
وفي الطرف المقابل لم ينف مقربون لأحمدي نجاد، محاولته للاتصال بسلفه خاتمي، متجنباً إعطاء التفاصيل في هذا الحدث الذي يُظهر مدى انتهازية أحمدي نجاد.
ورغم ضآلة شعبية تيار أحمدي نجاد، مقارنة بشعبية التيار الإصلاحي، إلا أن تحركاته لم تختف عن أنظار المحافظين الذين كانوا معه في البدايات وحاربوه في النهايات. فإنهم ومنهم إمام جمعة مشهد سيد أحمد علم الهدى، كانوا يعتبرون بأن أحمدي نجاد، مؤيد من قبل الإمام المهدي، ولكن بعد ما اختلف مع المرشد الأعلى، اعتبروه منحرفاً ميتاً سياسياً.
يبقى في الموضوع، أمران: الأول هو أن المحافظين، لا يريدون الإعتراف بدورهم في صعود أحمدي نجاد، وفرضه على الشعب، ويحاولون، مسح سابقتهم في التحالف معه عن ذاكرة الشعب، وفي هذا السياق يمكن تفهم كلام ممثل المرشد الأعلى الذي نقلناه أعلاه. وللمناسبة يمثل هذا الكلام تراجعاً نوعياً في موقف المحافظين تجاه أحمدي نجاد، حيث أنهم كانوا يعتبرونه من الذين خلطوا صالحاً وآخر سيئاً، وها إنهم اليوم يرجمونه بحجر الانحراف ويحاولون دفنه في التاريخ.
ثانياً إن المحافظين، عند ما يتهجمون على أحمدي نجاد، يتركزون على أنه خالف المرشد الأعلى وعارضه ووقف في وجهه، فصار من المنحرفين، ولكنهم يتجاهلون ما قام به أحمدي نجاد، من تدمير الاقتصاد الإيراني، وفتح المجال لحاشيته لسرقة ما تبقى من ممتلكات الشعب الإيراني، بعد فرض اشد العقوبات النووية عليه.